كشفت  الاشتباكات التي وقع آخرها قبل عدة أيام بين قبيلتي التبو والزوية في حقل السرير النفطي، وجها خطيرا للأزمة التي تعيشها ليبيا ، فالقبيلة ونفوذها على رأس التحديات التي تواجهها الدولة لبناء مؤسساتها وفرض سيطرتها وهو امر يبدو بعيد المنال على الاقل فى المنظور القريب

عامين على وقع التوتر، حيث شهدت اشتباكات واقتتال وصراعات سياسية وغيرها مما قد يؤدي الي تمزيق نسيج ليبيا على كل الصعد لو استمر الامر على حاله.

وعلى ضوء تغول ونفوذ مليشيات مسلحة وسيطرة قبيلة وجماعات متطرفة كان فى المقابل غياب الدولة الليبية وتركت حلّ الأزمات وإخماد النيران بيد اخرين غيرها ، وهو ما جعل عضو "مجلس حكماء ليبيا" عبد السلام الحداد يقول "كان على الدولة إنجاح جهود تسوية النزاعات القبلية بين التبو والزوية بدفع تعويضات للطرفين بقيمة ثمانين مليون دينار ليبي  بعد جهود الوسطاء القبليين وتهدئة الأوضاع قبل اندلاعها مؤخرا في مدن الكفرة وأجدابيا، وعلى الدولة القيام بدورها.

 رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام عبد المنعم اليسير فحذر من ترك حل الأزمات لشيوخ القبائل، مؤكدا أن أي مسؤول يدعم هذه التوجهات القبلية فاشل.

وأضاف اليسير  لبعض وسائل الاعلام المحلية أن أي مسؤول يجهل تواجد أكبر نسبة من سكان ليبيا البالغ عددهم ستة ملايين نسمة في المدن، خطر على أي منصب سيادي، مؤكدا أن الرجوع بليبيا إلى نهج القبائل تراجع خطير عن مفهوم الدولة الدستورية، مؤكدا أن فئة الشباب لن تعترف بالسلطة القبلية.

وبالعودة الي الاشتباكات بين التبو والزوية قال المتحدث باسم حكماء المنطقة الشرقية فرج مفتاح العبدلي إن الجهود التي بذلتها اللجنة تكللت بالإفراج عن تسعة أسرى من قبيلة الزوية وعشرة آخرين من قبيلة التبو فى إطار المصالحة التى تقود قبائل شرق ليبيا.

وأضاف العبدلي أنه تم الاتفاق على قيام قوات من مدينة جالو و أوجلة بتأمين الأماكن الحيوية كمحطة الكهرباء، ومشروع النهر الصناعي، وحقلي مسله والسرير، ومشروع السرير الزراعي .

 

من جهته قال المتحدث باسم قبيلة المجابرة عبد الهادي إسماعيل إنهم اتفقوا مع أعيان قبيلتي التبو والزاويه على أن يتم تأمين جميع البوابات الواقعة بين مدينتي اجدابيا والكفرة بقوة محايدة لضمان الأمن والإستقرار في المنطقة .

 

يشار الى أن اشتباكات قد اندلعت بين أفراد من قبيلتي التبو والزويه في منطقة مشروع السرير الزراعي سقط على إثرها خمسة قتلى من قبيلة الزويه