سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الضوء على النشاط العسكري الأميركي الأخير في ليبيا واليمن خاصة حركة الطائرات من دون طيار (درونز) التي وجهتها واشنطن لتعقب وضرب زعماء إرهابيين في دول فوضوية، جسدت للبيت الأبيض في إحدى الفترات وعد ثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى قتل الدرونز لناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية نهاية الأسبوع الماضي والذي شيد فرعا مخيفا أرعب كل العواصم الغربية، ثم إرسال وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) لطائراتها إلى ليبيا بعد أيام لقتل مختار بلمختار العقل المدبر للهجوم على محطة للغاز في نيجيريا عام 2013 والذي أسفر عن قتل 38 رهينة أجنبية، رغم وجود حالة عدم يقين بشأن مقتله في تلك الغارات.
وأوضحت الصحيفة أن ضربات الدرونز ربما تظهر انتصارا مستمرا لنموذج «حرب بعيدة المسافة» الذي يتبناه أوباما، لكن في الوقت ذاته لم يتضح حتى الآن الأثر النهائي نتيجة قتل إرهابيين مثل الوحيشي، فالإدارة الأميركية وحلفاؤها الأجانب عاجزون عن وقف الفوضى في اليمن وليبيا، وتقلصت آمالهم بنشوء نظام ديمقراطي جديد بعد سقوط الطغاة العرب وبات التركيز على أهداف أقل طموحا.
وأضافت أنه في الثمانية عشر شهراً المتبقية في فترة رئاسة أوباما ووسط ملء تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية لفراغ السلطة في اليمن وليبيا، ربما يكون القتل العرضي لقادة تلك التنظيمات هو الهدف الأقصى الذي يمكن أن تأمل الإدارة الأميركية بتحقيقه في هاذين البلدين تمزقهما الحرب.
ونقلت عن النائب في الكونجرس الأميركي آدم شيف قوله: «في الوقت الراهن، نعاني محدودية فيما يمكن أن نفعله في بلدان مثل ليبيا وليمن»، مشيراً على أنه فيما يتعلق بالشأن اليمني، كان مسؤولو إدارة أوباما يتحدثون عن التنمية الاقتصادية وتحسين إمدادات المياه وإعادة بناء المجتمع المدني، أما الآن «فقد عدنا بدرجة كبير إلى عمليات مكافحة الإرهاب».
وأشارت إلى أن الوحيشي هو أرفع مسؤول في تنظيم القاعدة يقتل بعد زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن عام 2011 كما كان يشغل ثاني رتبة في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري الزعيم الحالي، وهو أمر دفع المسؤولين الأميركيين للقول: إن موت الوحيشي سيعطل عمليات للقاعدة في أنحاء المنطقة.
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد قال في بيان الثلاثاء الماضي: إن التنظيم اختار قاسم الريمي قائده العسكري خليفة للوحيشي، وفي بين آخر قال خالد باطرفي أحد نشطاء التنظيم: إن مقتل زعيم القاعدة في جزيرة العرب لن يردعه عن شن الهجمات على «أعداء الله» أي أميركا، وإن هناك «أحياء سينغصون حياتكم ويذيقونكم مرارة الهزيمة».

-العرب