قتل شخصان ينتميان إلى بنى ميزاب هذا الأحد بعد الظهر وأصيب إجمالا 30 شخصا منذ ليلة الجمعة إلى بجروح بينهم عناصر من الشرطة  الذين حاولوا فض الاشتباكات بين المزاب الإباضيين والعرب الشعانبة وهذا باستعمال خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع، وسجلت حالات إصابة بين أعوان الشرطة أيضا الذين رشقهم الشباب من كلا الجانبين بالحجارة. وقد تم إضرام النار في 15 محلا ومسكنة ما أدى بأصحاب المحال خاصة بأحياء المدينة القريبة قرب الجامع العتيق والأحياء المحاذية لمحطة نقل المسافرين من غلق محلاتهم في إشارة آخري إلى عودة الإضراب وشل الحياة بالمدينة نتيجة الوضع الأمني غير المستقر.

ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر جثة المسمى "قبايلي" وهو مزابي ميتا وأثار طعنة على مستوى القلب بسلاح حاد بارزة عليه فيما قتل الشخص الثاني وقتما حاول إنقاذ الأول في أعالي مدينة غرداية.

وانتقلت الاشتباكات في تصعيد خطير خلال ال24 الماضية لتمتد إلى أربع مدن أخرى مجاورة بينها "بني يزقن". وتتحدث الأنباء من هناك عن تحكم عناصر الدرك الجزائري في الأماكن التي حاصرتها وهى الشوارع المحاذية لمساكن الجانبين في انتظار تعزيزات عسكرية كبيرة يكون قد طلبها أعيان المنطقة وكذا لتدهور الوضه هذه المرة.

وهي المرة الأولى التي يسجل فيها خسائر في الأرواح منذ أكثر من شهر بسبب الاشتباكات المتقطعة والتي تبقى أسبابها الحقيقة مجهولة ولكن سكانا محليين أكدوا لبوابة إفريقيا الإخبارية أن احتمالين بارزين لسبب كل هذا الانزلاق الاحتمال الأول في كون مجموعة من الميزاب تكون قد وشت بجماعة من مروجي المخدرات هم عرب تم توقيفهم من طرف مصالح الأمن ما جعل الشباب الشعانبة يثرون على المزاب كنوع من الثأر للتأزم الأمور بحرق الطرفين لمساكن ومحلات واستهداف العائلات والنساء على الخصوص. أما الاحتمال الثاني كون مسجد سني قريب من أحياء السكان الميزاب يكون قد أصدر فتوى بجواز إهدار دم الاباضيين الميزاب على اعتبار كونهم فصيلا شيعيا أو أقرب إليه وهو الاحتمال الرائج كثيرا والذي وإن توسع ستكون المنطقة أمام نزاع عرقي يستدعي فعلا من السلطات الجزائرية معالجته بشكل معمق بعيدا عن الكلام السياسي الذي لم يأتي أكله قبل 10 أيام من الآن.

تجددت أعمال العنف والشغب في مدينة "غرداية" مركز المحافظة الواقعة على بعد 600 كلم جنوب الجزائر، وهذا بعد أسبوع فقط من الهدوء الذي جاء بعد مبادرة من السلطات الجزائرية شارك فيها أعيان ومشائخ القبائل بالمنطقة بعد مواجهات نهاية ديسمبر التي استمرت لأكثر من 10 أيام و  أصيب فيها نحو 200 شخص وإلحاق أضرار جسيمة ببعض السكنات والمحال. و  تعهدت الحكومة في إجراء خاص بتعويض المتضررين درأ للفتنة الموجودة وهذا غداة نداء وجهه الرئيس الجزائري للتعقل ونبذ العنف وتفعيل شيم التسامح والمأخاة، وطلب بعدها من وزيره الأول جمع الطرفان إلى طالة واحدة بالجزائر العاصمة وهو ما حدث وتمخض عنه اتفاق بدفع المساعي السلمية وتهدئة النفوس.

 وكان الوزير الأول الجزائري قد شارك سكان المدينة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في لفتة أخرى لوئد الفتنة وفي محاولة لإظهار أن الحياة قد عادت بشكل طبيعي للمدينة وهو ما لم يحصل فيما يبدو بعد تجدد المواجهات.