مع الإعلان عن بدء تلقي أوراق المرشحين بالانتخابات البرلمانية القادمة في مصر، رفعت الأحزاب والقوى السياسية والمرشحين المستقلين، حالة الاستنفار القصوى، والتعبئة العامة، من أجل حسم المعركة القادمة، والتي كانت أبرز ملامحها ظهور رجال الأعمال ورموز الحزب الوطني المنحل على الساحة، الأمر الذي يعني اشتداد الحرب لنيل درجة "الحصانة" البرلمانية والجلوس تحت "القبة"، بشتى الأساليب ومختلف الحيل، وأبرزها تقديم ما يسمى بـ"الرشاوى الانتخابية" التي يحاول البعض محوها من على الساحة الانتخابية، حتى لا تسيء إلى المشهد السياسي، باعتبار أن تلك الخطوة هي الأخيرة لاكتمال خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها بعد ثورة 30 يونيو.

وفي العاصمة رصد "مرصد الانتخابات البرلمانية التابع للبعثة الدولية – المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية.. مصر 2015" قيام بعض المرشحين المحتملين في القاهرة بإقامة سرادقات عزاء لبعض ضحايا حوادث الإرهاب في العريش وغيرها واستغلال هذه السرادقات في الدعاية الانتخابية.

تم رصد مؤتمرات شعبية لعدد كبير من الأحزاب كما كشف المرصد، عن تم رصد بعض الرشاوى الانتخابية المقنعة في شكل توزيع بطاطين وأموال من قبل المرشحين على بعض الجمعيات الأهلية، وإقامة معارض لتوزيع السلع المدرسية بأسعار مخفضة، كما شملت الرشاوى وعودا بتوفير وظائف في شركات مملوكة لبعض المرشحين المحتملين.

وتم رصد واستغلال بعض دور العبادة لعمل لقاءات مع جموع الناخبين داخل دوائرهم، وتركزت هذه الدعايات في القرى والنجوع والمناطق الأكثر فقرا في المدن.

وتوجه المرشحون المستقلون في عدد من المحافظات، إلى نوع جديد من الدعاية الانتخابية، حيث نظم أحد المرشحين المحتملين، في مدينة الفيوم، قافلة طبية بحي قحافة، بها كافة التخصصات الطبية والأدوية بالمجان، وقال الأهالي إن هذه هي الفترة التي يستفيدون فيها من المرشحين، وأنهم سيحصلون على كل ما يقدمونه ولن يضعون أصواتهم في الصناديق إلا لمن ينفع مصر في هذه الفترة الحرجة، خاصة أنهم تعلموا من درس الإخوان في انتخابات مجلس الزيت والسكر، على حد قولهم.

وكانت أبرز الرشاوى الانتخابية، ما قام به أحمد عز، فور إعلان ترشحه، بتوزيع بطاطين، وشكائر كيماوي للمزارعين، في مدينة السادات التابعة لمحافظة المنوفية، وكان يتم توزيعها على أنها مساعدة للمواطنين الا أنها في الحقيقة رشوة لكي يتم إعطاء أصواتهم لأحمد عز في الانتخابات البرلمانية القادمة في عام 2015 الجاري.

وكان رد فعل المواطنين تجاه هذه الرشوة كان بالفعل مفاجأة كبيرة جدا أصابت أحمد عز بصدمة كبيرة، حيث قاموا برفض أخذ البطاطين، والكيماوي، بل أنهم قاموا بحرق هذه المساعدات أمام أعين فريق حملة أحمد عز، لكي يعرف أنهم يرفضون أن يترشح في الاصل لهذا الانتخابات القادمة.

هذا الأمر قابله منافسه في مدينة السادات، وهو أحد رجال الأعمال، من خلال توزيع أجهزة كهربائية على الشباب الذين يستعدون للزواج، وخاصة الفتيات.

مشهد نادر من نوعه، في الدعاية الانتخابية، من خلال ما صرح به الدكتور أحمد دراج القيادي بتحالف "25/30"، عندما قال إن المشهد السياسي الآن يجمع بين سيطرة المال السياسي على انتخابات مجلس النواب المقبل، إلى جانب سعي بعض الأحزاب الفقيرة والشخصيات الوطنية للمنافسة الشريفة في هذه الانتخابات.

وانتقد ما اسماه بانحياز بعض الوزراء على رأسهم وزير الصحة عادل عدوي، لبعض المرشحين المحتملين لانتخابات مجلس النواب من المنتمين للحزب الوطني المنحل، مشيرًا إلى أن هذا الانحياز ظهر خلال زيارته أمس لمدينة زفتى، عندما ظهر الوزير بصحبة محمد فودة مدير السابق لمكتب وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، وهو ما يصب في تلميعه كمرشح للانتخابات البرلمانية.

وأضاف، أن الأفعال التي يقوم بها الوزراء يمكن أن تؤدي إلى فوز هؤلاء المنتمين إلى النظام الأسبق بمقاعد في مجلس النواب، لكننا هنا نراهن على وعي الشعب المصري الذي لفظ هؤلاء، على الرغم من احتياج قطاع كبير من الشعب إلى هذا المال.

الرشاوى الانتخابية لحزب النور بدأت مبكرا، من خلال الدفع بالقوافل الطبية والبيطرية، في مختلف القرى والنجوع على مستوى المحافظات، ويكون الكشف في هذه القوافل بالمجان، كإحدى وسائل الدعاية الانتخابية لحشد الناخبين، حسب يومية التحرير.

وتنظم هذه القوافل اللجنة البيطرية لحزب النور، وتشمل العديد من التخصصات الطبية وكذلك التحاليل الطبية، والتحصينات اللازمة للمواشي والأغنام والطيور.

كما كانت أزمة أنابيب البوتاجاز سلاحًا فعالا لحزب النور في الدعاية الانتخابية وتقديم رشاوى انتخابية للمواطنين، حيث يحشد الحزب أنصاره أمام المساجد الرئيسية، ويجمع أنابيب البوتاجاز من المواطنين، ومنحهم "بون" ويتم تجميع تلك الأنابيب في سيارة نقل لتعبئتها من المخزن.

تحاول بعض الأحزاب استغلال ارتفاع أسعار اللحوم، بإقامة شوادر، لبيع اللحوم بسعر مدعم، في خطوة للتواصل مع الجماهير، خاصة أن قيادات المحليات تتواصل مع الجماهير بهذه الطريقة لتوطيد العلاقات معهم.

ويتم عمل مخيمات لتوزيع اللحوم بأسعار مخفضة في عدد من المحافظة، وعرض اللافتات التي تحمل شعارات الحزب، وتعبئة اللحوم داخل أكياس تحمل نفس الشعار.