رأى عضو مجلس الدولة بالقاسم قزيط، أن المشكلة الليبية هي بالأساس مشكلة إقليمية خارج التراب الليبي، قائلا "ليبيا كانت ساحة وملعب لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية". وأضاف قزيط، أن ليبيا الآن في لحظة تاريخية مواتية لإنجاز الكثير والبدء في تسوية الملف الليبي والوصول إلى توافقات بين جميع الأطراف الليبية بما يحقق المصالحة الوطنية في البلاد.
ولمزيد من التفاصيل حول أخر مستجدات الأوضاع الليبية، وما توصل إليه الوفد الليبي خلال زيارته للقاهرة، وسبل حلحلة الملف الليبي، كان لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، هذا الحوار مع عضو مجلس الدولة بلقاسم قزيط، وإلى نص الحوار
بداية.. إلى أين وصلتم في مفاوضات أو مشاورات القاهرة.. أبرز النتائج؟
في البداية، عقدنا جلسة من اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، وسنحتاج إلى عقد جلسة ثانية، ولكن الخطوط العريضة التي نتكلم عنها هي تثبيت وقف إطلاق النار، ودعم الحراك السياسي حتى الوصول إلى توحيد السلطات التنفيذية، وتوحيد الأجسام السياسية في البلاد.
إلى أي مدى يوجد توافق مع الرؤية المصرية في حل الأزمة الليبية؟
هناك نقاط رئيسية نتفق فيها، على سبيل المثال نحن متفقين مع مصر على أهمية وقف إطلاق النار وتثبيت حالة السلم الأهلي، ومتفقين على ضرورة توحيد السلطات، ولكن بكل تأكيد هناك مقاربات مختلفة لبعض القضايا الجزئية، ولكن على الأقل في القضايا الرئيسية والكبرى هناك توافق كبير بين الوفد الليبي وبين اللجنة المصرية.
ماذا عن موقف الوفد الليبي تجاه المبادرة المصرية التي أعلنها الرئيس السيسي.. (نقاط التقارب ونقاط الخلاف)؟
بالنسبة للمبادرة المصرية نقول إن أي جهود لوقف إطلاق النار وخلق حالة من الحوار السياسي هي نقطة إيجابية في كل الأحوال، لكن نعتقد أن الخطوة المصرية "المبادرة" خطوة كان يجب أن يعقبها خطوات أخرى، وذلك حتى يكون للمبادرة تأثير سياسي حقيقي، فكان يجب أن لا يتوقف الحضور على شرق ليبيا فقط، كان من المفروض أن يكون هناك ممثل لحكومة الوفاق أو مجلس الدولة أو غرب ليبيا لأن لا يمكن السير برجل واحدة.. المبادرة كان ينقصها الطرف الثاني.
انتشار السلاح والمليشيات والمرتزقة يؤرق الشارع الليبي.. هل هناك تصور لسبل حل تلك الإشكالية؟
بالنسبة لانتشار السلاح.. وزير الداخلية في حكومة الوفاق، بدأ الحقيقة إجراءات جيدة في الأشهر الأولى قبل هجوم 4 أبريل، لكن الآن الأمور ارتبكت من جديد، ويجب على الحكومة أن يكون لديها خطة واضحة لتفكيك المليشيات، الأمر ليس سهلا، ولكن نحن نعتقد أن تفكيك المليشيات يتم من خلال تجفيف منابع المال وحصارها سياسيا، ولكن اعتقد أن العمل المسلح المباشر سيؤدي إلى تطاحن ولن يؤدي إلى نتيجة.
ماذا عن موقف دور الجوار.. والمجتمع الدولي، والبعثة الأممية تجاه الملف الليبي؟
الحقيقة مشكلة ليبيا هي بالأساس مشكلة إقليمية، مشكلة خارج التراب الليبي، ليبيا كانت هي ساحة وملعب لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، ولكن الآن هناك إرادة دولية من اللاعب الأكبر وهو الولايات المتحدة الأمريكية لدفع هذا المسار، اعتقد بسبب الوضع الانتخابي أو بسبب الحالة الأمريكية الداخلية، بمعنى أن أمريكا الآن دفعت بهذا الحراك الإيجابي، وفي تقدير أن هذا لم يأتي بسبب ديناميكية داخلية وطنية أو إقليمية، وانما هو بدفع من الولايات المتحدة الأمريكية لأنها ترى أنه ومن أجل تحجيم وإخراج النفوذ الروسي من ليبيا يجب أن يكون هناك حالة من الاستقرار، وليس حالة والتشظي والتشرذم والحرب.
ختاما.. برأيك ماهي الخطوات المقبلة وسبل الخروج بليبيا من عنق الزجاجة؟
نعتقد أنه لا مناص من توحيد السلطات وتوحيد الأجسام السيادية، مجلس رئاسي جديد، حكومة منفصلة، توحيد المناصب السيادية، تثبيت وقف إطلاق النار، هذا هو السقف الممكن في هذا التوقيت إذا نجحنا في هذا الأمر سيكون بداية لمرحلة إيجابية، واعتقد أن الآن اللحظة التاريخية مواتية لإنجاز الكثير والدفع نحو تسوية الملف الليبي.