من أبرز إنجازات الفاتح من سبتمبر والنظام الجماهيري النهر الصناعي العظيم الذي تحدث عنه كبير المهندسين عبدالمجيد المبروك القعود قائلا ، أن للمشروع عدة أسباب وهي؛ 

1. الاحتياج الشديد للمياه سواء للشرب او الزراعة لأن عدد السكان في ليبيا يتزايد بشكل مضطرب و خاصة بعد تحسن الأوضاع المعيشية و توفر الرعايا الصحية منذ بداية السبعينات مع ثبات مصدر المياه المتمثل في سقوط الأمطار علي جزء من الشريط الساحلي والتي لاتزيد عن 6٪‏ من مساحة ليبيا.

2. اكتشاف كميات وفيرة من المياه الجوفية في المناطق الجنوبية من ليبيا و ذلك من خلال حفر الآبار لاستكشاف النفط التي غطت مساحات الجنوبية و الوسطي بليبيا.

3. اقتصاديات استخدام هذه المياه المكتشفة (غير باهظة التكلفة).

و قد كان مطروح أحد البديلين لحل مشكلة المياه في ليبيا؛

الاول و هو نقل تدريجي للكثافة السكانية من الشمال الي الجنوب و ذلك عن طريق بناء مدن وتجمعات سكنية في مواقع التي تميزت بغزارة المياه في جوف أرضها كالسرير والكفرة و وديان فزان و مناطق جالو و أوجلة و قد بدأ بالفعل في أوائل السبعينات الإعداد لتجهيز مخططات مدن في السرير وواحات الكفرة و أيضا تجمعات سكنية علي امتداد قناة الصحابي حتي مشارف جنوب اجدابيا.

الثاني وهو نقل المياه الجوفية المستكشفة من جنوب الي شمال حيث يتركز السكان والتاريخ و التراث.

لإجراء مقارنة حقيقية و علمية بين البديلين اجريت أيضا دراسات مستفيضة شاركت فيها بيوت الخبرة العالمية المتخصصة قامت بتقيم الجدوي الاقتصادية للبدائل المتاحة في ذلك الوقت لتوفير المياه للمحتاجين لها من سكان ليبيا شربا و زراعة ودرست البدائل التالية؛

1. تحلية مياه البحر.

2. نقل المياه عبر انابيب من تركيا او جنوب أوروبا.

3. نقل المياه باستخدام ناقلات مياه ضخمة من بلدان تتميز بوفرة المياه مثل كندا.

4. نقل المياه من مكانها في جنوب ليبيا الي أماكن الاحتياج في الشمال.

و قد أظهرت جميع الدراسات أن بديل نقل المياه الجوفية من الجنوب الي الشمال هو أنسبها اقتصاديا و أكثرها أمانا.

وهكذا بدأت الدراسات التفصيلية في كيفية النقل و أدواته و هل تكون الأوردة الناقلة للمياه فوق الارض او تحت سطحها و من اي مادة تصنع و هل تتواجد المكونات اللازمة لتصنيع هذا الاوردة (الأنابيب) حاليا؟

و علي مدي 10 سنوات تقريبا اي من سنة 1974 الي سنة 1984 تكاملت الدراسات و التصميمات و أعدت المخططات و البرامج و صمم البرنامج التمويلي للمشروع بحيث ينفذ دون تأثير سلبي علي بقية مشاريع التنمية و ان يمول ذاتيا و علي الليبين ان يفخرو بعد ان يحمدو الله و يشكروه أن تنفيد المشروع قد تم دون ان تتكبد ليبيا اي ديون او أقتراض خارجي و ان رعيلا من المهندسين و الفنيين و الماليين و الإداريين قد تكونو من خلال مساهمتهم في تنفيذ مكونات المشروع و الإشراف عليه. وأن هذا الرعيل هو الذي ادار المشروع الممتد بطول 5000 كيلومتر و هو الذي لازال يكافح و يتحمل الصعاب و الرغبات غير علمية و الاستخدامات غير منطقية لمكونات المشروع.

إن إيفاءه الموضوع حقه يحتاج الي مدونات و كتب تألف عنه تضم الي عشرات الألف التقارير التي كتبت و عملت عنه بعضها يقبع في منظمة اليونيسكو و جلها بإدارة و مواقع المشروع.

و استسمح المتابع لهذه الصفحة ان أعطي مقارنة بسيطة لبديلين خلصت إليهما الدراسات التي لمحنا إليها و هي؛

تكلفة المتر المكعب من المياه المنقولة من خلال مشروع النهر الصناعي العظيم و تكلفة المتر المكعب من مياه البحر المحلات.

تكلفة المتر المكعب من مياه نهر الصناعي العظيم واصلا للمستهلك هي 28 سنتا ( 1 دولار =100 سنت) بينما تكلفة المتر المكعب من مياه البحر في موقع تحليتها لا تقل عن 4 دولار و هي تكلفة واقعية لمتوسط تشغيل 16 محطة تحلية علي الشاطئ الليبي، مع العلم أن معدل الكفاءة لتشغيل تلك المحطات يتراوح بين 40% الي % 60. و هكذا اظهرت الإجابة ناصحتاً وواضحة تبرر تنفيد هذا المشروع العملاق.