أماط المجتمع المدني في المغرب اللثام عن محظور جديد اسمه "الأخطاء الطبية"، بخروج عائلات الضحايا عن صمتها للمطالبة بـ"حرمان كل طبيب يرتكب خطأ طبياً فادحاً من ممارسة المهنة".

وفي أول خروج علني للجمعية، نظمت جمعية "حق المريض أولاً" وقفتين احتجاجيتين في يوم واحد، قبالة مقر وزارتي الصحة والعدل في الرباط، ورفع المحتجون صوراً لـ"ضحايا الأخطاء الطبية الصادمة"، مطالبين بـ"ربط المسؤولية المهنية للطبيب خلال الممارسة في مستشفى حكومي أو خصوصي بالمحاسبة عند ارتكابه لخطأ طبي فادح".

ويبحث ضحايا الأخطاء الطبية عن توعية الرأي العام المغربي بمعاناتهم، بالإضافة إلى ممارسة ضغوط على وزارة الصحة وعلى الحكومة والبرلمان لإخراج قانون ينظم كيفية التدخل من قبل القضاء في حالة ارتكاب طبيب لخطأ يخلف وراءه ضحية بإعاقة مستمرة أو يتسبب في الوفاة.

وفي حي أكدال بالرباط، في يوم ممطر من شهر مارس، كانت الشابة نجوى عوان ذات الـ15 عاماً ضمن من أصابتهم كارثة الأخطاء الطبية، وهي تلميذة في السنة الثانية من التعليم الثانوي في العلوم الرياضية، بمدينة الدار البيضاء.

هذه الشابة اليافعة غيّر مجرى حياتها حادث مؤسف تمثل أولاً "في عضة كلب"، لكن الجراحة الطبية في عيادة خاصة أدت إلى نتائج كارثية.

ورغم الحادث المؤسف تتمسك نجوى بالأمل والبسمة، فيما طالب والدها عزوز عوان بـ"التعويض المالي والنفسي والمعنوي مع شطب نهائي من المهنة لكل طبيب يرتكب خطأ".

وتنهمر الدموع من عيني والد نجوى عندما يروى تفاصيل ما جرى لابنته، متحسّراً على جواب الطبيب الجراح عندما سأله عن النتائج الكارثية لحالة ابنته بأن "يسأل الله التعويض"، لتبقى هذه الجملة "غصةً في حلق" أستاذ الرياضيات بالجامعة المغربية.

وأكدت نجوى عوان أنها "تحاول إكمال حياتها كأن شيئاً لم يحدث"، لكن لا يزال في داخلها جرح تصفه بالعميق.

وبحسب والدها، فـ"لا شيء يعوّض نجوى"، مضيفاً في تصريحات نقلتها عنه "العربية نت" أن "الأفضل والأحسن هو ألا يتكرر هذا الخطأ" الطبي، معلناً بلغة التحدي أنه "لن يقبل ولن يسمح بتكرار حالات تشبه ما وقع لابنته نجوى".

 

ومن جهته، أوضح إدريس الوالي، ناشط حقوقي مغربي، أن "البرلمان المغربي مدعوّ للإسراع في إخراج قانون يوضح واجبات وحقوق كل من المريض والطبيب".