حافظ عمر النمر، طالب ليبي رفض مغادرة مدينة ووهان الصينية معقل فيروس كورونا المستجد، وقرر البقاء في المدينة الموبوءة، رافعا شعار "رد الجميل" لهذه المدينة التي قال إنها احتضنته وقدمت له الكثير ومنحته أوقاتاً رائعةً، وهي الآن بحاجة له ولدعمه لها، ولم يكتفِ النمر بالبقاء في الصين فقط، بل غيّر اسمه إلى "ووهان"... ولمزيد من التفاصيل حول قصة هذا الشاب الليبي أجرت "بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع حافظ عمر النمر المتواجد في ووهان الصينية... وإلى نص الحوار:

بداية عرفنا بنفسك، ونبذة عن رحلتك إلى ووهان الصينية؟ 

أنا حافظ عمر النمر, مواليد مدينة بنغازي، عمري 26 سنة, تخرجت ربيع 2018 من جامعة بنغازي تخصص شبكات واتصالات الحاسوب, عملت فترة قصيرة جدا بعد تخرجي في مكتب التأشيرات التركية في بنغازي حتى نهاية سنة 2018، حيث تحصلت على منحة كاملة المصاريف من الحكومة الصينية لإكمال دراستي في الدراسات العليا في نفس التخصص بمدينة ووهان, وغادرت من ليبيا إلى الصين في ديسمبر 2018.

 

بصفتك شاهد عيان.. كيف استقبلت الصين نبأ ظهور فيروس كورونا؟

فور انتشار خبر ظهور فيروس كورونا الجديد، أصيب السكان والأهالي في الصين بحالة من الرعب، وهنا بالتحديد في مدينة ووهان كانت الأوضاع خطيرة للغاية، وتم إغلاق أغلب المتاجر، والساحات العامة وعطلت كل الموصلات العامة بالمدينة.

وحينها لم تروادك فكرة أن تجمع حقائبك وتعود إلى ديارك في ليبيا؟ 

حقيقة، لا.. هذه الفكرة لم تطرأ على بالي مطلقا، رغم قلق عائلتي وإصرارهم على عودتي.

لماذا رفضتم العودة إلى ليبيا؟

العديد من الأسباب دفعتني إلى البقاء في هذه المدينة مهما حدث، وهو أن دراستي على وشك الانتهاء والمقرر إنهائي برنامج الدراسات العليا هنا في ووهان في شهر يونيو 2020 القادم, وأيضا تعرفت إلى العديد من الأصدقاء الصينيين هنا، وكانت اغلب أسباب تعرفي عليهم لغرض مساعدتي، حتى في أبسط الأشياء، وقضيت أجمل أوقاتي معهم، وكانوا في كل مناسباتهم المحلية في المدينة يدعونني للمشاركة معهم والاحتفال معهم، عشت أجمل أوقاتي معهم وكانت كل الصعاب التي واجهتني في المدينة تختفي بسهولة بمساعدتهم، وفي المقابل أنا أيضا شاركت في العديد من الأعمال التطوعية داخل مدينة ووهان وخارجها، حيث غادرت ووهان إلى مدينة أخرى تبعد 600 كيلو متر ولمدة 20 يوم لمساعدة قرية فقيرة في تعليم أطفالهم تعلم اللغة الإنجليزية، وأيضا من أبرز مشاركاتي التطوعية هنا من خلال تواجدي في السنة الأولى في ووهان، شاركت في الألعاب الأولمبية العسكرية العالمية في أكتوبر الماضي، كمرشد سياحي في برج الرافعة الصفراء وهو إرث تاريخي قديم في المدينة منذ أكثر 1700 سنة، وساعدت العديد من الأجانب ولاعبين القوى الذين قدموا من كل مكان في العالم في التعرف على تاريخ ووهان، ومن هنا تعلمت الكثير عن تاريخ ووهان والصين بصفة عامة

قمت بتغيير اسمك إلى ووهان.. هل هي رسالة محددة؟

نعم تغيير اسمي الصيني إلى "ووهان"، هي رسالة إلى كل أهالي المدينة خاصة، والصين والعالم عامة، بأن يجب أن لا نخاف وأن نقف معا لمواجهة هذا المرض

ما هو شكل المساعدات والخدمات التي تقدمها الآن في الصين لدعمها في هذه الفترة الحرجة؟

أغلب القطاعات العامة والخاصة، والتجار ورجال الأعمال الصينيين والعالميين، دعمو الصين في هذه المحنة من خلال تقديم كل الاحتياجات اليومية للمدينة، وحتى الآن لم ينقص شيء حتى في مستلزمات الوقائية للمرض من أقنعة وقفزات

وبالنسبة لي فأن متطوع كأحد عناصر فريق توصيل احتياجات الطلبة في الجامعة، وقمت بالعديد من المقابلات مع صحف، وقنوات صينية، ونشرت العديد من الفيديوهات على ويتشات لتشجيع المواطنين هناك على المواجهة وتحدي فيروس كورونا، أو تحدي الأزمات بشكل عام.