«فور دخولي غرفة التحقيق قيدوا أطرافي وعصبوا عيني واحتجزوني في الممر بين الغرف، وقام الجنود بوضع أقدامهم على ظهري، ولم أعرف عدد المحققين، فقد كانت الضربات والركلات والأسئلة تأتي من عدة جهات وعدة أشخاص، لفوا حبلاً على رقبتي وسحبوني للخلف ليخنقوني، ضربوني على وجهي، وأجبروني على الجلوس على الأرض ليضربوني من كل الجهات مستخدمين العصا».
هكذا وصف الطفل الفلسطيني عوض الرجبي 14 عاماً، من بلدة سلوان المحاذية للمسجد الأقصى الشريف، حجم التعذيب الذي تعرض له فور اعتقاله من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي صباح الحادي عشر من شهر يوليو الماضي، ويتابع بكلمات يخنقها الألم «عذبوني بالصعقات الكهربائية، وحرموني من شرب الماء، واستخدام دورة المياه، وكلما تأوهت من الألم أمعنوا في صفعي على وجهي»، وفقا لما نشرته صحيفة البيان.
يشرد الطفل الرجبي بذهنه بعيداً بعض الشيء، ويتذكر برودة غرفة التحقيق العالية وغير المحتملة، والضوء الأحمر الخافت المؤذي للعيون، إذ كانوا يشعلونه وقت إزالة العصبة عن عينيه.
وقدمت محكمة الاحتلال العسكرية الإسرائيلية ضد عوض لائحة اتهام تضمنت إلقاء زجاجات حارقة في بلدته سلوان، وبعد شهر ونصف قضاها في التحقيق والتعذيب أفرج عنه بتاريخ 27/8/2018 بشرط أن يبقى رهيناً للحبس المنزلي المفتوح حتى يتم إصدار حكم عسكري بحقه، والإبعاد من منزله في سلوان إلى منزل جده في حي وادي الجوز في الجانب الشرقي للقدس المحتلة، ودفع كفالة مالية تقارب 1000 دولار أميركي، وقد عُرض عوض في مطلع شهر سبتمبر على المحكمة وتم تأجيل المحاكمة إلى منتصف شهر أكتوبر المقبل.
في صباح كل يوم يطلُّ الطفل عوض من نافذة منزل جده ليراقب أقرانه من طلبة المدارس وهم يحملون حقائبهم متوجهين إلى مدارسهم، متمنياً لو كان معهم، إلا أن الاحتلال حرمه من حقه في التعليم.
عوض اشتاق لمدرسته وزملائه كثيراً، واشتاق للعب مع أصدقائه بالكرة، واشتاق لتفاصيل طفولية كثيرة حرمه إياها الاحتلال.
وقد أبدى والد الطفل عوض قلقه الشديد على مستقبل ابنه بعد ضياع العام الدراسي عليه وحرمانه من مدرسته، متمنياً أن ينتهي كابوس الحبس المنزلي والإبعاد والمحاكم، ويعود عوض ليمارس حياته الطبيعية ويذهب إلى مدرسته.