تعتبر هواية جمع الطوابع البريدية من أكثر الهوايات انتشارًا في الدول وهي هواية تثقيفية تؤدي إلى اهتمام أصحابها بالتطورات التاريخية للبلد الذي يجمعوا طوابعها.
ففي مدينة درنة احد المدن الليبية ، تعلق عبد المحسن محمد احمد البناني بهواية جمع طوابع البريد .
البناني وهو من مواليد درنة 1956 حاصل علي ليسانس آداب قسم الفلسفة من جامعة بنغازي 1978 .
فقد عمل البناني مدرسا من عام 1978 إلى 1993 ثم أمينا إداريا لكلية العمارة والفنون جامعة درنة ثم مديرا لإدارة أعضاء هيأة التدريس بجامعة درنة وفي سنة 2005م خرج على التقاعد الاختياري.
وكان جل اهتمامات البناني في مجال التوثيق بشكل عام وكل ما يخص التاريخ والموروث الليبي خاصة العملات الورقية والمعدنية (الليبية والعالمية) .
ويمتلك الأستاذ عبد المحسن ثروة المقتنيات والمتمثلة في : الطوابع البريدية : منها مجموعة ليبيا – ( الاحتلال الايطالي 1911-1943)– (عهد الإدارة البريطانية 1943-1951) – (العهد الملكي 1951-1969) – ( ما بعد أول سبتمبر 1969م -2011م) – (إصدارات مابعد ثورة فبراير 2011).
كما اهتم البناني بكافة الإصدارات جديدة وكاملة الفئات ببطاقاتها التذكارية وأظرف اليوم الأول للصدور ، وتعلقت حياة البناني بجمع الطوابع وبات يعمل على تجميع أكبر عدد منها. وبدأت هوايته من جمع الطوابع التاريخية، والشخصيات، والأحداث.
وبطبعه الفضولي، كانت هذه الهواية تُشعره بالاكتفاء والرضا من خلال اكتشاف الأحداث والشخصيات والمناسبات، فضلاً عن أنها هواية مسلية وتملأ وقت الفراغ.
ومن خلال هذه الهواية تمكن البناني من معرفة أحداث وشخصيات مرت عبر التاريخ وتركت بصمة في مكان ما، إلى جانب حقبات تاريخية لم نسمع عنها.
وقال البناني ان هذه الأحداث والشخصيات تحافظ على وجودها من خلال الطوابع التي تصدر لتوثّقها.
كما لم يكن هواية الأستاذ محسن جمع الطوابع والعملة فقط لأنها عملة نادرة بل يحتفظ بتواريخ إصدارها والإصدار الأول منها واسم المحافظ وفترة توليه وكذلك المميز فالأرقام منها و لديه مجموعة عالمية لأكثر من مئة وعشرين دولة مصنفة حسب مناسبات الإصدار مع البطاقات التذكارية وأظرف اليوم الأول للصدور فكافة الإصدارات جديدة وغير مستعملة وكاملة الفئات حسب الدول والبلدان .
كما كانت من ضمن هوايته الطوابع المستعملةوالكروت البريدية post ) : card ) وهي كروت ليبية لمختلف مدن ومعالم ليبيا .
البناني ومع كل هذه المجموعة الضخمة والمتحف الورقي شارك بهذه الثروة الورقية الثمينة في عدة معارض في مدينة درنة وكان أخرها ندوة عن تاريخ العملات في ليبيا احتضنتها قاعة نادي دارنس في عام 2015 حيث كان تحديا ثقافيا لمثقفي درنة أبان تنظيم داعش الإرهابي .
وحفاظا علي هذه المقتنيات التاريخية الثمينة يحتفظ البناني بها في بيته في البومات وأماكن مخصصة لها خوفا علي تلفها وضياعها ولم يترك بيته في فترة الاشتباكات والأحداث التي شهدتها درنة طيلة السبع سنوات الماضية أيمانا من أن هذه الثروة هي ملك للأجيال وليس للبناني وحده وأنها في أيادي أمينة رغم كل الظروف