على الساعة التاسعة مساء من مساء السبت الماضي  إستقل الصحفي الليبي الإستقصائي  ورئيس المنظمة الوطنية للإعلام المستقل ،رضا فحيل البوم;  طائرة الخطوط الإفريقية في رحلتها من مطار تونس قرطاج الدولي الى مطار معيتيقة بطرابلس ، عائدا الى بلاده،  بعد أن شارك  في تظاهرة لمنظمات المجتمع المدني بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان إنتظمت بالعاصمة التونسية ، ولكن ما إن وصل الى مطار معيتيقة حوالي الساعة الحادية عشر ليلا ، وتقدم بجواز سفره الى الجهات الأمنية ، وهمّ بالخروج ; حتى حاصره أفراد بلباس مدني ونقلوه الى مكان مجهول لا يزال مغيبا فيه الى اليوم

وأثار الإختفاء القسري للصحفي المعروف بنشاطه الحقوقي والإعلامي المكثف ، وبكثرة الجوائز المحلية والدولية التي حصل ، غضبا  في الأوساط الصحفية والحقوقية داخل ليبيا وخارجها ، وتم في البدء توجيه الإتهام الى وزارة الداخلية لحكومة الوفاق بالتورط في إعتقال فحيل البوم ، لكنها نفت ذلك ، مؤكدة أنه محتجز لدى جهاز المخابرات

وطالبت وزراة الداخلية في بيان لها بتوقيع الوزير فتحي باشاغا ، جهاز المخابرات بالكشف عن  أسباب توقيف الصحفي، واصفة إياه بغير المقبول في هذه الظروف التي تمر بها البلاد.


ودعا نشطاء وصحفيون وحقوقيون، الجهات ذات الاختصاص بالعاصمة طرابلس، الى كشف مكان احتجاز الناشط الحقوقي والصحفي رضا فحيل البوم،، وإطلاقه فورًا دون قيد أو شرط.

كما شددت البعثة الأممية على ضرورة إطلاق سراح  فحيل البوم وإحالته إلى سلطة قضائية مختصة على الفور.وقالت  إن احتجاز البوم قد يكون على خلفية عمله الصحفي والحقوقي، مشيرة إلى أن ذلك يعدّ خرقا لالتزامات ليبيا بموجب القانون الدولي، داعية  في السياق نفسه إلى حماية الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في ليبيا لتمكينهم من أداء عملهم بحرية.


وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، أن «صور كاميرات المراقبة في المطار أظهرت رجلين بالزي المدني يعتقلان فحيل البوم، حيث كان الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان قد مر للتو من نقطة مراقبة الجوازات لدى عودته من تونس، ومنذ ذلك الحين، لم ترد أية معلومات عن مصيره».

ولفت بيان المنظمة إلى أن «اعتقال فحيل  جاء بعد تعرضه إلى حملة تشويه واسعة على منصات التواصل الاجتماعي لأكثر من ثلاث سنوات، على خلفية تقرير نشره عن حالة حقوق الإنسان في ليبيا، والذي نال عنه (جائزة العين المفتوحة) المقدمة من مؤسسة (MICT) الإعلامية الألمانية في عام 2017»

وقال الإتحاد الأوربي في له «  إننا نشعر بالقلق إزاء الأنباء التي تفيد بأن السيد رضا فحيل البوم، وهو صحفي ومدافع عن حقوق الإنسان، قد تم اعتقاله في معيتيقة وهو محتجز منذ ليلة السبت»

وردت مصادر حقوقية في طرابلس إخفاء فحيل البوم قسريا الى دفاعه عن ثوابت الدولة المدنية الحداثية ورفضه للمشروع الإخواني المهيمن على العاصمة طرابلس ; مشيرة الى أن عمليات الإختطاف والإعتقال غير المبرر والإخفاء القسري أضحت شأنها يوميا في العاصمة الليبية في ظل غياب تام للتنسيق بين الأجهزة الخاضعة في أغلبها لميلشيات متعددة التوجهات والمرجعيات