عبّر شباب ليبيون من مناطق غرب ليبيا عن بالغ قلقهم إزاء الارتفاع الملحوظ في حدة وتواتر خطاب الكراهية الذي يستهدف مختلف الفئات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
جاء هذا التحذير خلال ورشة عمل نقاشية معمقة استضافتها طرابلس مؤخرًا تحت تنظيم البعثة الأممية، وجمعت نخبة من الشابات والشباب الواعين بتداعيات هذه الظاهرة المقلقة.
خلال المداولات، سلط المشاركون الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه التحيز الإعلامي، بالإضافة إلى الخطابات السياسية والمضللة، في تغذية بذور الفتنة وترسيخ مفاهيم الكراهية بين أطياف المجتمع. وأكدوا على أن هذه الممارسات لا تقتصر على نشر معلومات زائفة فحسب، بل تتعداها لتقويض أسس التعايش السلمي وتهديد اللحمة الوطنية، محذرين من إمكانية تحول هذا الخطاب السام إلى شرارة تُشعل فتيل مواجهات مسلحة وأعمال عنف تستهدف مجموعات وأفراد بعينهم.
وفي سياق الوضع الأمني الليبي المتسم بالهشاشة وعدم الاستقرار، نبّه الشباب المشارك إلى أن حتى أبسط الخلافات أو الحوادث العابرة يمكن أن تُستغل لتأجيج نار الكراهية بين المدن والمناطق، مُنذرين بخطر التصعيد السريع نحو أعمال عنف واسعة النطاق. وشددوا على الحاجة الملحة إلى إطلاق حملة توعية وطنية شاملة تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بهدف تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي ينطوي عليها خطاب الكراهية وضرورة التصدي له بكل حزم ومسؤولية.
وعبّر أحد الشباب المشاركين عن رؤيته الشاملة لهذه القضية بالقول: "إن التحيز الإعلامي وخطاب الكراهية يمثلان تحديين عالميين عابرين للحدود. ورغم اختلاف السياقات الثقافية من مكان إلى آخر، فإننا جميعًا نتشارك في الحقوق الإنسانية الأساسية ذاتها، وبالتالي، يقع على عاتقنا جميعًا واجب مواجهة خطاب الكراهية والقضاء عليه أينما وُجد".