نشرت قناة "سي جي تي إن" الصينية تقريرا حول أخر مستجدات الوضع في ليبيا، مسلطا الضوء على توقيع فرقاء البلاد إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وما هي توابع هذا التوقيع؟.

وقالت القناة وقعت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر اتفاق وقف إطلاق نار دائم في مقر الأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة. والاتفاق ساري المفعول على الفور. ووصفته الأمم المتحدة بأنه "إنجاز تاريخي" و "نقطة تحول مهمة نحو السلام والاستقرار في ليبيا".

وتخوض ليبيا صراعات عسكرية مستمرة منذ عام 2011 بعد مقتل الزعيم الراحل معمر القذافي. والبلاد منقسمة بين حكومة الوفاق الوطني المتمركزة في العاصمة طرابلس في غرب ليبيا وقوات الجيش الوطني الليبي التي تسيطر في الغالب على الشرق والجنوب منذ 2014.

وكواحدة من أكبر منتجي النفط في إفريقيا أثارت ليبيا أيضًا معركة على منشآت النفط والصادرات وحقوق التنقيب بين القوى الأجنبية. وتركيا هي الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني ، بينما تدعم الإمارات العربية المتحدة وروسيا ومصر الجيش الوطني الليبي.

وبحسب مبعوثة الأمم المتحدة دعا الاتفاق القوات المتحاربة إلى العودة إلى معسكراته ، وطالب جميع المرتزقة والقوات الأجنبية بمغادرة ليبيا في غضون ثلاثة أشهر.

سيوتم تعليق جميع التدريبات العسكرية داخل البلاد إلى أن تتولى حكومة موحدة جديدة مهامها.

كما اتفق الطرفان على تشكيل قوة عسكرية محدودة مشتركة وإنشاء آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاقية بشكل مشترك. كما أكد الطرفان التزامهما بدعم تدابير بناء الثقة فيما يتعلق بفتح الطرق البرية والجوية في جميع أنحاء البلاد.

وبعد فترة وجيزة من توقيع الاتفاقية حلقت طائرة ركاب عبر الخطوط الأمامية من العاصمة الليبية طرابلس لأول مرة منذ أكثر من عام.

ومنذ صيف 2019 توقفت الرحلات التجارية بين بنغازي وطرابلس لأسباب أمنية.

وقال مسؤول بشرق ليبيا أمس /الجمعة/ إن صادرات النفط من ميناء السدر  -أكبر ميناء نفطي في البلاد- ستستأنف خلال الأيام المقبلة.

وأوقف المشير حفتر قائد الجيش الوطني الليبي معظم إنتاج النفط وأغلق الموانئ النفطية في يناير بهدف تجفيف مصادر تمويل حكومة الوفاق الوطني.

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يكن متفائلاً بشأن اتفاق وقف إطلاق النار لأن محادثات السلام جرت بين خمسة ضباط كبار عينتهم حكومة الوفاق الوطني وخمسة ضباط كبار عينهم الجيش الوطني الليبي.

وقال أردوغان للصحفيين في اسطنبول "اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتم في الواقع على أعلى مستوى بل كان عند مستوى أدنى. الوقت سيحدد ما إذا كان سيستمر."

وردد جيسون باك الزميل في معهد الشرق الأوسط  آراء أردوغان في تقرير لقناة الجزيرة، قائلا "إنه يفهم أن ليبيا هي لعبة شطرنج متعددة الأبعاد ... لم يتعاملوا مع القضايا الأساسية ، الدرجتان الثانية والثالثة من لعبة الشطرنج ، وكيفية تقسيم الإيرادات، ومن يدير مختلف المؤسسات شبه السيادية، وكيف" وأضاف باك "هل لدينا فترة انتقالية .. كل ذلك يظل معلقا لأنه لم يتم مناقشته".

واتفاق وقف إطلاق النار هو خطة من ثلاث نقاط تتعقب التقدم الأمني والسياسي والاقتصادي الذي يمكن أن يساعد في حل النزاعات في ليبيا. ومحادثات السلام هي خطوة أولى مهمة.

وقالت البعثة الأممية إن منتدى الحوار السياسي الليبي سيعقد في تونس في نوفمبر بهدف "إيجاد توافق في الآراء بشأن إطار وترتيبات حوكمة موحدة تؤدي إلى إجراء انتخابات وطنية".

وقال طارق المجريسي زميل السياسة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية  "لا توجد حتى الآن علامة واضحة على أن المتحاربين الليبيين ينظرون إلى هذا على أنه أي شيء آخر غير فترة من إعادة دراسة مواقفهم والتمركز".