تراجعت قناتان مصريتان خاصتان عن إذاعة مسلسل تلفزيوني كان مقررا عرضه في شهر رمضان المقبل ، إثر "ضغوط من جهات أمنية "، بحسب رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية (حكومية).

وقال حسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، الجهة المنتجة للمسلسل في تصريحات صحفية له ، الأحد، "إنه تلقى يوم الأحد اتصالين هاتفيين من إدارتي قناتي "المحور" (خاصة) و"الحياة" خاصة)، أبلغاه خلالهما عن تراجعهما عن عرض مسلسل "أهل الإسكندرية"، بعد تعرضهما لضغوط من جهات أمنية (لم يذكرها)".

ولم يتسن الحصول على رد فوري من وزارة الداخلية المصرية أو إدارة قناتي "المحور" أو "الحياة" على الأمر.

وأضاف حامد، "حاولت الاتصال بعدد من القيادات الأمنية لحل الأزمة، إلا أن المحاولات باءت بالفشل حتى هذه اللحظة، والمشكلة تكمن في أن شهر رمضان أصبح على الأبواب ومن المفترض أن يتم تحديد مصير العمل الآن وليس بعد ذلك".

ومضى رئيس مدينة الانتاج الإعلامي قائلا أن"ميزانية العمل كبيرة جدًا، وهناك خسارة كبيرة في حال عدم عرضه، خاصة أن تصويره تم على عدة مراحل، وكان من المفترض أن ينتهي التصوير خلال أسبوعين فقط، ولا قدر الله في حال عدم عرضه ستكون الخسارة لا تعوض".

من جانبه، قال الكاتب بلال فضل مؤلف المسلسل إنه "بالرغم من كونه إنتاج جهة حكومية (مدينة الإنتاج الإعلامى) ، و بالرغم من إعلانات مكثفة لمحطتى الحياة و المحور على الشاشات و فى الشوارع عن عرض المسلسل ، فإن منع عرض مسلسل (أهل اسكندرية) أصبح أمرا واقعا ، لا توجد جهة قادرة على إعلان السبب بوضوح و دقة".

والمسلسل من إخراج خيري بشارة ويشارك فيه عدد من الفنانين المصريين منهم هشام سليم وبسمة وعمرو واكد.

وفي بيان أصدره الأحد قال فضل "سمعت أن اللجنة المسئولة عن اختيار المسلسلات رأت أنه ليس من الحكمة أن يتم عرض مسلسل يقدم انتقادات لضابط شرطة حتى لو كان نفس المسلسل يقدم تعرضه للعقاب من رؤسائه، ولكن لم يتم إعلان ذلك بشكل رسمي، وهذه فرصة لكي نعرف هل توجد مثل هذه التعليمات ومن هو المسئول عنها، وهل ستكون هي السائد في الدراما التلفزيونية والسينمائية في الفترة المقبلة".

وأضاف أن "الرقابة (الحكومية) وافقت على تصوير المسلسل بالكامل خاصة أن أحداثه تدور في الفترة التي تسبق ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 (التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك) وبالتالي لا مجال لاتهامه أصلا بأنه تخطى محظورات رقابية أو أنه يحرض على جهاز الشرطة".

وسبق لبلال فضل أن توقف عن كتابة مقال يومي في صحيفة مصرية خاصة بعد مقالات انتقد فيها الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي وقت أن كان يشغل منصب وزير الدفاع.

وفي شهر فبراير/شباط الماضي، نشر فضل على حسابه على تويتر إنه سيتوقف عن الكتابة في جريدة الشروق  (خاصة) بعد أن منعت الجريدة مقاله

 وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال هشام سليم، أحد الفنانين المشاركين في المسلسل "لا أستوعب فكرة أن تتدخل الحكومة لإيقاف عرض عمل فني أنتجته الحكومة نفسها ممثلة في مدينة الإنتاج الإعلامي ؛ بعدما رفض تليفزيون الدولة الرسمي عرضه و قمنا بتسويقه إلى فضائيات مصرية خاصة".

وأضاف ساخرا " أجلس في منزلي منتظرا أن يلقى القبض علي بتهمة أنني شاركت في عمل فني يسئ لمصر"، موضحا أن هذا المسلسل كان مقررا تصويره في عام 2011، ولأسباب انتاجية تأخر تصويره.

 

ورفض سليم اتهام مسلسله بالإساءة لوزارة الداخلية ورجال الشرطة قائلا "المسلسل يطرح رؤية اجتماعية كاملة لحال مصر عام 2010 و تدور أحداثه كلها في إطار زمني لا يتجاوز الأسبوعين؛ وتناوله لوزارة الداخلية و سياساتها أمر فرعي جدا ؛ لكن المسئولين لا يريدون أن يروا في المسلسل سوى هذه النقطة الهامشية ؛ خاصة أن المسلسل تمت إجازته من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية (حكومي).