كشفت صحيفة "كوريري دي لا سيرا" الإيطالية، عن استعداد من وصفهم بقيادات من مدينة مصراتة للدخول في حوار مع قائد عام الجيش الليبي خليفة حفتر.
وأكدت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الخميس، أن قيادات من مصراتة تقول إن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج فشل بشكل كلي، فهو ضعيف جدًا، وليس لديه معرفة بالعالم العسكري، مضيفا أن هذه القيادات العسكرية في مدينة مصراتة تؤكد أن هناك إجماعًا في المدينة على تغيير سياستها، والاستعداد الآن للحوار مع قائد الجيش الوطني خليفة حفتر.
ونقلت الصحيفة الإيطالية عن تلك القيادات، قولها "إن فايز السراج ﻓﺸﻞ في إﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ؛ ﻭأﻧﻬﻢ ﻳﺄﺳﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ" "الحقيقة هي أننا سئمنا من القتال فيما بيننا، وفقط أقلية صغيرة من رجال الميليشيات اختارت أن تذهب للدفاع عن حكومة فايز السراج من هجوم ميليشيا ترهونة على العاصمة طرابلس".
وقال القائد العسكري عبد الرحمن كوت (34 عامًا)من كتيبة “المرداس”، وهي ميليشيا تتكون من 250 مقاتلًا شاركوا قبل عامين، في الخط الأمامي للقتال ضد تنظيم داعش في سرت: “إن الجميع تقريبًا اختاروا البقاء في مصراتة”.
وظهر كوت مع مجموعة من القادة الآخرين، وكأن لا أحد منهم يفكر بالمغادرة للمشاركة في القتال الدائر في طرابلس، وبدا الأمر كما لو أن معارك طرابلس على بعد 200 كيلومتر فقط من مصراتة، لا تخصهم على الإطلاق.
وأضاف: “اليوم كل شيء مختلف عن الوقت الذي كنا فيه مستعدين للتطوع والموت في سرت، كانت تلك حربًا عادلة ضد الإرهابيين، وكثير منهم من الأجانب المتعصبين، أما هذه، ويقصد ما يجري في طرابلس، فهي حرب أهلية بين الليبيين، ولن تؤدي إلى شيء، إن لم يكن سفك دماء جديدة”.
وقال الكوت: “إن الأرقام تتحدث عن نفسها، فمن بين أكثر من 260 من الميليشيات الكبيرة والصغيرة التي تشكل القوة العسكرية لمصراتة، اختارت فقط أربع أو خمس منها الذهاب إلى طرابلس، ومن الصعب إجراء حسابات دقيقة، لا أحد لديه قائمة من المتطوعين. لكن نحو 10 آلاف رجل يحملون السلاح، أقل من 500 منهم ذهبوا إلى طرابلس“.
وبيّن أن جدالًا حادًا اندلع في مصراتة بهذا الشأن، لكن قلة هم على استعداد للموت من أجل السراج. وبعد كل الذي حدث، أثبت رئيس المجلس الرئاسي أنه فشل بشكل كلي، فهو ضعيف جدًا، وليس لديه معرفة بالعالم العسكري، ولم يحل الأزمة الاقتصادية، ولا يمكن التعويل عليه في بدء الحوار الداخلي للمصالحة الوطنية.
ويقدم أبو بكر السعداوي (44 عامًا)، وهو قيادي في حزب المؤتمر الوطني “حزب الجبهة الوطنية”، تفسيرات أكثر سياسية، ويقول: “الحقيقة الجديدة هي أن العديد من التدابير جاهزة للحوار على قدم المساواة مع حفتر، الذي اعتبرناه حتى وقت قريب الشيطان”.
وتعقب صحيفة “كوريري دي لاسيرا” بالقول إن هذه التصريحات، على أقل تقدير مذهلة، فعندما حاربوا ضد داعش، أكد هؤلاء الرجال بحذر، أن حفتر كان عدوهم الرئيس، وتوعدوا بأن هدفهم بعد سرت هي بنغازي.
وبدلًا من ذلك، يتحدث القيادي السعداوي عن الحاجة لإطلاق “حوار وطني” قوي ومفتوح للجميع، من حفتر إلى رؤساء ترهونة والزنتان والجنوب والشمال، بما في ذلك سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، الذي أعلن منذ فترة طويلة أنه يود خوض الانتخابات.
وأضاف: “سيف أيضًا، لماذا لا؟ إنه ليبي مثلنا جميعًا”.
وأشار أكثر من 12 من المحاورين الذين التقت بهم الصحيفة لأربع ساعات، أنهم يريدون إجراء الانتخابات، ولكن ليس ضمن المواعيد النهائية الصارمة التي اقترحها الرئيس الفرنسي ماكرون. قائلين: “إن التصويت يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر سيكون ضربًا من الجنون. نحن لسنا مستعدين. لا يزال هناك الكثير من الفوضى”.