قال القيادي البارز محسن مرزوق بحركة نداء تونس، الحزب الحاصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية التي جرت، الأحد الماضي، في كامل مناطق الجمهورية التونسية، بـ 85 مقعدا في البرلمان، بحسب النتائج الرسمية النهائية، أنّ تونس مستعدّة لإبراز قدراتها الأمنية لمكافحة الإرهاب على الصعيدين المحلي والدولي.

وأضاف مرزروق، في مقابلة حصرية مع الأناضول، جرت بالعاصمة التونسية، أنّ مكافحة الإرهاب تشكل تحديا في قلب برنامج حزبه "نداء تونس"، عقب صعوده للحكم.

وعن الشأن السوري، قال القيادي بـ "نداء تونس"، إنّ "التعاون ضروري في المجال الأمني"، معربا عن أسفه لـ "قطع العلاقات" بين سوريا وتونس ووصف ذلك بأنه "لم يكن قرارا حكيما، صحيح أنّ لدينا مكتبا للخدمات الإدارية في سوريا، إلاّ أنّ حضورنا ينبغي أن يكون أكبر من ذلك بكثير".

وأوضح مرزوق أنّ حزبه سيجد الوسائل المناسبة لتحقيق ذلك، حالما يمسك بزمام السلطة في البلاد (بشكل فعلي)، دون مزيد من التفاصيل.

وفيما يتعلّق بمراحل تحقيق هذا الهدف، قال مرزوق "يتعيّن علينا، في مرحلة أولى، متابعة أوضاع المقاتلين التونسيون الذين ذهبوا إلى سوريا، والذين يقبع البعض منهم، حاليا في السجون (التونسية).. (ففي النهاية)، هم مواطنون تونسيون، وعلينا، بالتالي، واجب مراقبة أوضاعهم".

وعلاوة على ذلك، أضاف "ثمّ إنّ لدينا جالية تونسية معتبرة في سوريا، فهناك زيجات مختلطة، على سبيل المثال، ولذلك، علينا التحرّك من أجل هذه الجالية".

أمّا بالنسبة لملف الإرهاب، فأشار القيادي بالحزب الفائز بالتشريعية التونسية لهذا العام، إلى أنّ التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ينبغي أن يكون بين تونس والبلدان المعنية، وفي الآن ذاته، يجب مكافحة هذه الآفة على المستوى الدولي.

فتونس،يتابع مرزوق، "معنية بالفعل بالهجرة أو المدّ الجهادي في اتجاه سوريا، والإشكال نفسه مطروح بالنسبة لأوروبا، وهذا ما يطرح بقوّة ضرورة التعاون"، داعيا إلى "اليقظة المطلقة" فيما يتعلّق بالتدابير الواجب اتّخاذها، على الصعيد الوطني، ضدّ الإرهاب.

وحذّر مرزوق من تدفّق "الجهاديين" التونسيين نحو الخارج، قائلا "علينا الحذر من هذا المدّ الجهادي المنطلق من تونس، وإقرار الترتيبات اللازمة بما يضمن الحدّ من هذه الظاهرة في بلادنا"، كما أنّ "احتمال عودة بعض الجهاديين إلى الأراضي التونسية ينبغي أيضا أن يضعنا في حالة تأهّب. ينبغي على الدولة التونسية أن تبرز قدراتها في المسائل الأمنية، وأن لا تترك أي فرصة لهؤلاء الجهاديين للبقاء في البلاد".

وأكّد القيادي إلى أنّ "الشرطة تعرف جيّدا ما عليها فعله، وستكون قادرة على تجسيد ذلك، كما أنّ الحرب على الإرهاب ستكون دون هوادة"، لافتا إلى "أنّنا لسنا هنا (في موقع قيادة) من أجل تطبيق القوانين القمعية، وإنّما ينبغي تطبيق القانون، وكلّ شخص غادر البلاد من أجل الجهاد، يعدّ خارجا عن القانون".

أما فيما يخصّ الجارة ليبيا، فقد رفض مرزوق أيّ تدخّل تونسي في الشأن الليبي، قائلا "نحن ضدّ تدخّل تونس في الشؤون الداخلية الليبية، لكننا نؤيّد مشاركتنا ضمن إئتلاف دول الجوار، وبالتعاون مع السلطات الليبية، في محاولة لمساعدة أشقّائنا للخروج من المأزق الحالي".

وتبريرا لما تقدّم، أضاف "نحن ضد فكرة تحالف مع طرف ضد آخر، وضد تدخّل تونس في مسألة إقليمية".

وبتطرّقه إلى العلاقات مع الدول العربية، أشار مرزوق إلى أنه من المنتظر أن تتحسّن العلاقات بين تونس ومصر، في حين أشاد بعلاقات الصداقة التي تجمع بلاده ببلدان الخليج، معربا عن أمله أن تواصل الدول الأخيرة دعمها لتونس، وخصوصا لاستثماراتها.