دعا قيادي بارز بحزب العمال البريطاني المعارض أمس الإثنين إلى إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد النتائج المخيبة التي حققها حزبه وحزب المحافظين الحاكم في انتخابات الاتحاد الأوروبي.
وفاز "حزب بريكست"، الجديد الذي يتزعمه نايغل فاراغ، بالنسبة الأعلى من الأصوات. إلا أن نجاح أحزاب تؤيد البقاء في التكتل ترك البلاد في حالة من الاضطرابات، وذلك بعد شهور من حالة عدم اليقين في ظل الفشل في التوصل إلى اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتشير تقارير إلى أن حزب المحافظين سجل أسوأ نتائج انتخابية له منذ عام 1832. وتتوقع وسائل الإعلام على نطاق واسع أن العديد من المتنافسين على منصب رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها تيريزا ماي سيدعمون الآن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق إذا ما لم يتم تحقيق تقدم قبل الموعد النهائي الجديد المقرر لخروج بريطانيا في 31 أكتوبر القادم.
وكان العمال قد أجروا مباحثات مع ماي في مسعى لحل الأزمة وتمرير اتفاق للخروج من خلال البرلمان، إلا أن الحزب لم يكن واضحاً بشأن ما إذا كان يرغب في إجراء استفتاء ثان لإبرام صفقة. وقد انتهى الأمر بحزب العمال في المرتبة الثالثة في انتخابات الاتحاد الأوروبي، والمحافظين في المرتبة الخامسة.
وكتب جون ماكدونيل، المتحدث باسم حزب العمال للشئون المالية والمقرب من زعيم الحزب جيرمي كوربين، على موقع تويتر: "نواجه الآن خطر تولي متطرف مؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي لزعامة حزب المحافظين، ومن ثم التهديد بخروج من دون اتفاق، علينا أن نتكاتف كحزب ودولة وأن نعيد الأمر للشعب في تصويت عام".
وفاز "حزب بريكسيت" الجديد الذي أطلقه نايغل فاراغ قبل ستة أسابيع، بـ 29 مقعدا و31.6 بالمئة من الأصوات. وكان فاراج يتزعم سابقا حزب استقلال المملكة المتحدة (يوكيب).
واحتل الليبراليون الديمقراطيون، الذين يعارضون بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المرتبة الثانية بحصولهم على 16 مقعدا و20.3 % من الأصوات.
أما حزب الخضر الذي يريد أيضا البقاء في الاتحاد الأوروبي، حصل على سبعة مقاعد و 12.1% من الأصوات.
ولم يتمكن المحافظون سوى من الحصول على أربعة مقاعد و9.1 % من الأصوات.
ولكن شخصيات بارزة أخرى بالحزب وافقت على أن محاولة ماي للتسوية بشأن بريكست أدى إلى خسائر كبيرة.
وقال وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، وهو الأوفر حظا للفوز في انتخابات رئاسة حزب المحافظين بعد إعلان ماي استقالتها الأسبوع الماضي: "الرسالة من نتائج الليلة الماضية واضحة. حان الوقت بالنسبة لنا لتنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي وإعداد خططنا الإيجابية للبلاد."
وألمح وزير الداخلية ساجد جاويد الذي انضم للثمانية الذين يتنافسون حاليا لخلافة ماي في منصب رئاسة الوزراء بحلول يوليو، إلى بريكست بدون اتفاق في حال رفضت بروكسل إعادة التفاوض بشأن اتفاق ماي للانسحاب، الذي رفضه البرلمان البريطاني ثلاث مرات.
وقال في تغريدة: "هناك درس واضح مفاده أن الأشخاص يريدونا أن نمضي فيه. وليس إجراء انتخابات أو استفتاء آخر".