يصنع هده الأيام كتاب الخبير الأمني الفرنسي جان كريستوف نوتان المعنون بـ : حرب فرنسا على مالي ، الحدث الأبرز في النقاشات داخل الدوائر الامنية والاستخبارية والسياسية لما يعرضه الكاتب من تفاصيل حول الدور الفرنسي في مالي وتداعياته على ليبيا.
  
 

يستهل الكاتب معرض حديثه عن باريس، بالتأكيد أن السياسة كانت حاضرة بقوة في عملية سرفال باعتبارها "تحديا مطروحا على الجيوش"، فيما كان المسؤولون الفرنسيون "يقسمون بألا يشنوا أبدا" حربا في مالي. 
  
 

وعلى اثر سيطرتهم في 2012 على شمال مالي بعد طرد الطوارق، استولى مئات المقاتلين من "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ومجموعات متحالفة، على كونا (وسط البلاد)، في 10 يناير العام الماضي، الماضي. ومني الجيش المالي بهزيمة، وبات جنوب البلاد معرضا للسقوط. 
  
 

ولم تستعد فرنسا لشن أكبر عملية منذ حرب الجزائر، بناء على أدلة ملموسة بل بالاستناد إلى مجموعة من القرائن التي قدمتها الاستخبارات الفرنسية، نظرا الى غياب الصور وعمليات الاعتراض الحاسمة. 
  
 

ويواصل الكاتب أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إرسال قوات خاصة في البداية. وكان الأمر واضحا "اقضوا على الإرهابيين". 
  
 

يقول نوتان إن "المفردات التي استخدمها هولاند في مجلس الدفاع في 11 يناير، اتسمت بمزيد من الحزم.. لديكم حرية التصرف، وأنا أتحمل المسؤولية". 
  
 

وفي المساء نفسه، أعلن هولاند دخول القوات الفرنسية في الحرب. وبدعم من الطيران، حرر عشرات من عناصر القوات الخاصة القسم الأكبر من شمال مالي خلال ثلاثة أسابيع، في انتظار وصول القسم الأكبر من القوات". 
  
 

وفي باريس، قاد "اجتماع سرفال" العملية..فقد كانت تعقد ثلاثة اجتماعات يومية صباحا وظهرا ومساء، في مكتب وزير الدفاع جان-ايف لو دريان، في حضور رئاسة الأركان وقيادة القوات الخاصة ورؤساء الأجهزة الثلاثة للاستخبارات العسكرية ودبلوماسي رفيع المستوى. 
 

وسيكون "اجتماع سرفال" هذا  "وسيلة ضغط كبيرة من الطبقة السياسية على المسؤولين العسكريين" وسيجعل من لو دريان "المستشار الأول" لهولاند على الصعيد العسكري. 
  
 

ويكشف الكتاب ايضا نفاد صبر الاليزيه حيال الخسائر الطفيفة للمسلحين المتشددين، في الأسابيع الأولى للتدخل. وبعد شهر من المطاردة، عثرت سرفال أخيرا على العدو في جبال آدرار ايفوقاس في الشمال الشرقي. وتطرق نوتان الى عدد من المعارك ضد المسلحين، وخصوصا معركة 22 فبراير التي ابهر تحرك وحدات الكومندوس التشادية فيها الفرنسيين، بعد أن سبب قتل عدد كبير من مسلحي القاعدة وحلفائها. 
  
 

وفي إطار عملية سرفال، انتشر 6500 رجل وألقيت 280 قنبلة، واستخدمت تقريبا كل قدرات الجيش الفرنسي. 
وأضاف المؤلف ان "مئات المتطرفين وعددا كبيرا من قادتهم قتلوا، وان قسما كبيرا جدا من ترسانتهم العسكرية قد دمر. وكل ذلك مع الخسائر الفرنسية المحدودة جدا (7 قتلى) والدعم المتجدد للشعب". 
  
 

إلا انه قال "بعد سنة، من المقلق ألا نلاحظ حتى بداية تحسن" ، في معقل الطوارق في كيدال شمال البلاد، حيث طرد الجيش المالي لتوه على أيدي مجموعات مسلحة. 
  
 

ويتساءل نوتان هل تستطيع فرنسا فعلا الاستمرار في القول انها ليست معنية بـ "الشؤون الداخلية لبلد عندما ترسل إليه الافا من جنودها وتعرض حياتهم للخطر والموت؟". 
  
 

ويحذر من الوضع في ليبيا، البلد "غير المنضبط" حيث "تفيد كل المؤشرات بان الجهاديين يرغبون في إقامة معقلهم في الجنوب". 
  
 

وقال المؤلف إن مائة من عناصر الكومندوس الفرنسيين يتمركزون في الخطوط الأمامية اليوم في شمال النيجر في اغويلال (70 كلم شرق ارليت) مع الجنوب الليبي. 
  
 

وأضاف ان "مهمتهم ليست مساعدة الجيش النيجيري ولا، كما قيل، الاضطلاع بدور الحارس لمجموعة أريفا" الفرنسية التي تستثمر مناجم اليورانيوم في النيجر. 

 

ليبقى سؤال القارئ مشروعا : هل هده هي كل الحقيقة أم أن التاريخ سيكشف مطامع فرنسية آخرى ليس على مالي وليبيا فقط وانما على المنطقة المغاربية ككل؟