شن عدد من الكتاب والمحللين السياسيين والناشطين أمس هجوما كاسحا على إعلام أبواق النظام القطري ، وبخاصة قناة « الجزيرة » وبرنامج « الإتجاه المعاكس » الذي تم تم توجيهه لغرض الإساءة الى الدولة الموريتانية ورموزها السيادية
وقال الكاتب والمحلل السياسي  الناجي ولد عبد العزيز أنه تابع  حلقة الاسبوع الماضي من «الإتجاه المعاكس »مما كان يفترض به أن يكون نقاشا بين وجهين إعلاميين يمثلان رؤيتين سياسيتين تختلفان في كثير من وسائل التعاطي مع الشأن الوطني - أيديولوجيا وسياسيا ، إلا أن  البرنامج  تحول الى "مونولوج" مستوحى من مسرحيات فن الملهاة في عصره الذهبي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، في أوروبا ،
ولاحظ ولد عبد العزيز أن فيصل القاسم  حاول أن يوهم المشاهدين أنه سيمثل الطرف الغائب ،ولم يظهر إلا مرة واحدة وهو يدفع بالحجج الرسمية الموريتانية، أما بقية الحلقة فأمضاها وهو يكيل التهم، ويقسم الألقاب ، وألفاظ القدح على الرئيس محمد ولد عبد العزيز  وعلى الحكومة الموريتانية.
 كما كرّر  القاسم مرات عدة أن سبب مقاطعة  المفمر الدكتور محمد إسحاق الكنتي للبرنامج  كانت بأ وامر تلقاها من رئيس الجمهورية، ولم يقدم أدنى دليل على ذلك ، ولم يأت - وهو الذي يفترض حياده - على ذكر حجته في المقاطعة.
 في القابل ،  حاول الإعلامي  أحمد ولد الوديعة طيلة الحلقة توريط الشيخ الددو في الشأن السياسي الداخلي لحزب تواصل الإخواني ، بل في النهج والعقيدة السياسية للإخوان عموما ، وهو من برأ نفسه منها مرارا قائلا إنه يتفق معهم في أشياء ويختلف في أخرى ، مثل أي اتجاه سياسي آخر.
 وأكدت طريقة "الوديعة" في إقحام اسم الشيخ الددو في أدق تفاصيل وحيثيات "الشأن التواصلي" ، ما أصبح واضحا لدى الكثيرين من أنهم إنما يتخذون الشيخ كعصا "يتوكأون" عليها ماديا ، "ويهشون" بها على عوام الناس ترغيبا وترهيبا، ولهم فيها "مآرب أخرى" دعائية وإعلامية.وتابع ولد عبد العزيز أن طريقة  طرح "الوديعة" ونقده للسياسات العامة وللإنجازات التي تحققت ، كانت طرحا سطحيا، لم يتعد ما "تمضغه عجول" المعارضة من زمن بعيد، مثل رده على تأكيد رئيس الجمهورية على عدم رغبته في تعديل الدستور ، معترفا بذلك ، قبل أن يعود ويؤكد على نيته - أي الرئيس - في تعديل الدستور ،دون أن يقدم أي دليل أو قرينة على ذلك.
-كما لم يفوت "الوديعة" الفرصة التي سنحت له لإظهار ميوله الشعوبية ، وبغضه لكل ماهو عربي وعروبي ، عن طريق المطالبة بتشريع أحزاب عنصرية وانفصالية،وادعاء وجود مظالم وتفرقة عنصرية وصراع بين فئات المجتمع.
وتابع الكاتب الموريتاني أن  قانون كرة القدم ينص على أنه إذا تخلف أحد الفريقين دون عذر مقبول في أية مباراة ، فإن الحكم يدعو الفريق الحاضر الى التجمع في النصف الخاص به من الملعب ، قبل أن يصفرّ ليأخذ أحد اللاعبين الكرة متوجها بها الى المرمى الفارغ ويدخلها فيه ،ليصفر الحكم صافرة النهاية، معلنا فوز الفريق الحاضر بثلاثة أهداف مقابل صفر. 
وفيما يبدو فإن قانون "الاتجاه الواحد" هو على العكس من ذلك ، فإذا تغيب أحد "فريقيه"، فإن "الحكم" يقوم بنفسه ب"التصفير" ليسدّد الكرات في المرمى الفارغ بدل "الفريق" الحاضر ، التي يتولى دور الجمهور مرددا عبارات التشجيع والاستهجان، وأحيانا العبارات العنصرية، المحرمة في الملاعب الدولية، وذلك حتى نهاية الوقت الأصلي ل"لمباراة"
الإتجاه المتجانس
وتحت عنوان «الاتجاه المتجانس » كتب  محمدو ولد البخاري عابدين : « كنا قبل بث برنامج " الاتجاه المعاكس " الذي بثته قناة الجزيرة  الثلاثاء ،  قلقين من انعكاس اعتذار الضيف الثاني للبرنامج على قيمته ومستواه، كأي برنامج حواري يفقد جزء كبيرا ليس من تشويقه فحسب، بل من مصداقيته وموضوعيته في حال غياب وجهة النظر الأخرى فيه، خصوصا بالنسبة لبرنامج على قناة يدور الكثير من القصص حول انتقائها لمواضيع برامجها من حيث خدمتها للخط والبلد الذي تبث منه القناة، كتلك النسب الموجهة التي يعلن عنها مقدمه قبل بدئه، والمتعلقة بتصويت المشاهدين وآرائهم حول الموضوع الذي سيتبارى فيه الضيفان، وهي النسبة التي ظلت دوما تدور بين 85 و 90% لصالح ما تريد القناة إيصاله للمشاهد، و 15 إلى 10% لصالح التوجه المضاد كهامش متروك لإضفاء نوع من الموضوعية » 
وتابع  عابدين « كان واضحا هدف مقدم البرنامج من استغلال برنامجه للمس من النظام الموريتاني ورئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ولأسباب مفهومة كمقدم لبرنامج على قناة في بلد تمر علاقات موريتانيا به بقطيعة دبلوماسية، وبنفس الغمز واللمز والتشويه المتبع مع قادة البلدان الأخرى في المنطقة التي تمر معه علاقاتها بنفس الوضعية، فركز مرارا على وصف الرئيس بالجنرال مدركا أن ذلك يصادف هوى في نفس الضيف وفي نفوس من هم خلف القناة »كما « كان واضحا أيضا، وهذا ليس جديدا في برنامج الاتجاه المعاكس، الإسناد المقدم للضيف المقرب من القناة وبلد بثها، من خلال أخذ دور الشارح والموضح للمشاهدين ما يريد هذا الضيف قوله، وتذكيره بما لم يتذكره من تاريخ و" أخطاء وعيوب " حكومة أو نظام بلده أو البلد الذي هو على خلاف معه، فلم يغب أو يضعف ذلك الإسناد حتى مع غياب الضيف الآخر »
قناة غير محترمة
وأردف الكاتب « لا أعرف كم بقي ممن كانوا مبهورين بقناة فضائية يحسبونها محترمة ومهنية عندما يسمعون مقدم برنامج فيها وهو يقول بلغة سوقية إن ضيفه الآخر " هرب "! بينما المتعارف عليه في مثل هذه الحالات التي يتغيب فيها أحد الضيوف عن برنامج هو التعبير عن ذلك بأسلوب مناسب والقول إنه اعتذر.. تماما مثل الطريقة التي عبر بها الضيف عن عدوله عن المشاركة وهي الاعتذار، خاصة وأن الدكتور الكنتي ما وضع قدمه في الاستديو ثم غادره، ولم يعد أيضا إلى بلاده بل كان وقت بث البرنامج في فندق إقامته حتى يتم وصفه بأنه "هرب "» 
 بدوره ، أكد الكاتب والناشط محمد سدينا ولد الشيخ ولد أحمد محمود أن «  بلاد شنقيط المعروفة حاليا بموريتانيا ليست مهددة بالربيع العربي عكس ما سبق وأن روجت له وسائل إعلام معادية،كنا حسبنا حساب ذلك وأخرجنا جرثومة التخريب وطهرنا قلوبنا وعقولنا من أمراضها المهلكة» وفق تعبيره