عرفت الملكة إليزابيث الأولى باسم "الملكة العذراء"، التي تعهدت بالعفو عندما أصبحت ملكة إنجلترا، وأصرت على أنها "تزوجت" من بلدها.
غير أن حياة الملكة إليزابيث "المحبوبة"، كانت ولفترة طويلة من الزمن موضع تكهنات كبيرة وسط شائعات حول العلاقات المتبادلة السرية.
وفي كتاب صدر حديثا للدكتورة إيستيل بارانك، زعمت المؤرخة والخبيرة في سلالة تيودور، أنها اكتشفت أدلة على وجود علاقة حميمة بين الملكة إليزابيث والسفير الفرنسي، الذي تقربت منه عندما انتقل إلى إنجلترا.
وتزعم المؤرخة الفرنسية إستيل بارانك بأنها اكتشفت دلائل على علاقة حميمية بين الملكة والسفير الفرنسي الذي تم تعيينه لدى بلاطها.
ففي نوفمبر 1568، أرسلت الحكومة الفرنسية الأرستقراطي النبيل والدبلوماسي المتمرس برتران ساليجناك دي لا ماتي فينون، ليكون سفيرها لدى البلاط الملكي الإنجليزي، حيث بقي فيه منصبه لمدة 7 سنوات.
ووفقا لرسالة أرسلها إلى البلاط الفرنسي، كشفت عنها المؤرخة إستيل بارانك، وقع السفير في حب الملكة وهام بها، وهي التي منحته امتيازا غير عادي وأفضلية غير عادية بالوصول إلى غرفها الخاصة، وأصبح يتواجد غالبا إلى جانبها.
وكتب السفير في رسالته أن الملكة "تتمتع بالحيوية وتبدو السعادة على محياها" عندما تكون حوله، سواء أكانا في رحلة صيد أو يناقشان الأمور السياسية معا.
وقوبل إعجابها به بالمثل من جانبه، وكتب إلى الملك الفرنسي شارل التاسع حول براعتها في الصيد ووصف لوعته عندما رآها أثناء الصيد "تلاحق الغزال بقوسها النشاب".
وكان ينظر إلى القوس النشاب في تلك الفترة باعتباره سلاحا قويا غالبا ما يستخدمه الجنود والنبلاء، ويتطلب قوة جسدية كبيرة في القسم العلوي من الجسم، ولم يكن شائعا استخدام النساء له.
كما عثر على كتابات من السفير تمتدح مظهرها الرائع، وفي رسالة أخرى إلى البلاط الفرنسي كتب ذات مرة يقول إن الملكة رحبت به، و"كانت قد قامت تزيين قصرها.. كما كانت أكثر أناقة في ملابسها.. وتبدو رائعة للغاية"، وشدد في ملاحظته على حقيقة أنها كانت "متأنقة أكثر من المعتاد".
وقالت إستيل إنها تعتقد أن ما حدث في الواقع هو انه أعجب بها، وبالتالي يمكن الشك قليلا على الأقل بأنه وقع في حبها وهام بها، وأنه كان يحب قضاء الوقت معها، وأنه كان يستمع بالحوار معها وسماعها تتحدث، بعد أن يتناولا الغداء معا.
وأضافت إستيل "كما أن الملكة العذراء لامته لأنه نسيها عندما غاب عنها لفترة طويلة.. من الواضح أنها لم تكن علاقة دبلوماسية فحسب بل أكثر من صداقة"، وفقا لصحيفة التليغراف البريطانية.
وتابعة إن الملكة كانت تصحبه معها غالبا إلى غرفتها الخاصة بعد تناول الغداء معا للحصول على نصيحته في الأمور والقضايا السياسية، مثل قلقها بشأن منافستها على العرش، الملكة ماري، ملكة اسكتلندا.
وأوضحت إستيل إن الغرفة الملكية الخاصة تشير إلى أنهما لم يرغبا في الكشف عن مقدار علاقة الصداقة بينهما، وأنهما ربما كانا يكشفان أسرارهما الشخصية، لا أحد يعرف الحقيقة لكن من لهجة وطريقة كتابة السفير يبدو أن ما كان يحدث بينهما ليس هو السلوك المعتاد أو اللائق بين الملكة والسفير.