كشف مركز استكهولم للحرية في السويد، أن سلطات تركيا تتساهل بصورة كبيرة مع شخصيات ومكتبات تروج فكر تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة.
وذكر المركز، أن المتشدد التركي المسمى عصمان أكييلديز، أحد المستفيدين من سياسة غض الطرف، فعلى الرغم من التحقيق معه في وقت سابق بشأن العلاقة مع الإرهاب وتنظيمي القاعدة وداعش، فإنه سرعان ما غادر السجن.
وبحسب المصدر، فإن خروج أمثال المتشدد عصمان ليس أمرا غريبا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، الذي يحرص على دعم التنظيمات الأصولية وتمكين فكرها المتشدد.
وتم اعتقال أكييلديز في 26 فبراير 2013، في إطار تحقيق جنائي حول شبكة تقوم بتهريب المقاتلين إلى سوريا، وفي اعتقال ثان، أوقف المتشدد في 24 يوليو 2015، لكن أخلي سبيله بعد فترة وجيزة.
وتم الإفراج عن أكييلدز على الرغم من إبدائه دعما صريحا لتنظيمات إرهابية نفذت هجمات دموية مروعة في الكثير من بلدان العالم، وهو ما يطرح أكثر من سؤال بشأن جدية أنقرة في التصدي للإرهاب.
ويعرف المتشدد المثير للجدل اللغة العربية، وساعدته هذه الدراية بلغة الضاد على نقل عدد من كتب الإرهاب إلى اللغة التركية، ويشرف أكييلديز على دار للنشر تعرف بـ"كوروسول كتاب" فضلا عن مجلة "إسلام دنياسي ديرجسي".
وعاد اسم أكييلديز إلى الواجهة خلال تحقيق السلطات حول علاقته بمولود ميرت ألتن تاش، 22 عاما؛ ضابط الشرطة الشاب الذي أطلق النار على السفير الروسي، كارلوف، وأرداه قتيلا في ديسمبر 2016.
وأظهرت التحقيقات أن ضابط الشرطة الذي لقي مصرعه، حضر دروسا للمتشدد المقرب من حكومة أردوغان وفكر تنظيم القاعدة، وفضلا عن ذلك، قام بشراء كتب من أكييلديز وآخرين.
وكشفت هيئة التحقيق في الجرائم المالية بتركيا، أن قاتل السفير الروسي قام بتحويل مبلغ يقدر بـ59 ليرة إلى حساب أكييلديز البنكي بتاريخ 14 أكتوبر 2015.
وحين سئل أكييلديز عن المبلغ الذي جرى تحويله، أخبر المحكمة أن قاتل السفير طلب أربعة كتب تدور حول مواضيع حول ما تسميه الجماعات المتشددة بـ"الجهاد".
تشدد فكري بدون رقيب
وأجرت النيابة العامة في تركيا، تحقيقا حول ما إذا كانت السلطات قد أصدرت أي أوامر سابقة بشأن الكتب المتشددة التي تأثر بها قاتل السفير، فكشفت النتائج أن هذا الأمر لم يحصل على الإطلاق.
في خضم هذا التساهل، لم تجد كتب الفكر المتشدد أي رادع أو رقابة فيما تعرضت العشرات من دور النشر للمضايقات بسبب إصدار كتابات تنتقد نهج الرئيس رجب طيب أردوغان في حكم البلاد، مثل كتب رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن.
وعلى الرغم من دعوة غولن إلى التعايش وتبني نسخة منفتحة من التدين، قامت سلطات تركيا بمصادرة كافة الكتب التي ألفها وحرصت على إتلافها، وتتهم أنقرة الكاتب بتدبير محاولة الانقلاب في يوليو 2016 لكنه ينفي هذا الأمر بشكل قاطع.
ويقول المركز السويدي، إن الهم الشاغل بالنسبة لأردوغان هو أن يقوم بإخراس من يرفعون الصوت ضد سياساته، أما الفكر المتطرف الذي يحث على العنف فلا تجد فيه أنقرة أي حرج أو باعث على القلق.
وما قيل بشأن الكتب ينطبق أيضا على المواقع الإلكترونية، ففي الوقت الذي استُهدفت فيه منابر إعلامية بسبب مواقف وآراء مستقلة، تم التغاضي عن مواقع إلكترونية تنشر فهما متشددا للدين وتحرض على العنف في المجتمع.
المصدر: سكاي نيوز عربية