بعد عام من التكهنات، كشفت بلدية طهران أخيرا عن سبب الرائحة النتنة التي شكا منها سكان العاصمة الإيرانية على مدار 12 شهرا.
وقالت البلدية إن سبب الرائحة هو استخدام مواد المازوت غير القياسية مع الكبريت عالي الكثافة في المجمعات الصناعية بمدينة "شهر ری" المجاورة لطهران، بحسب موقع "راديو فردا".
وكانت رائحة سيئة قد عمت بعض أجزاء طهران خلال الشتاء الماضي، وعادت مرة أخرى منذ أسابيع، فيما تكهن مسؤولون بأسباب هذه الرائحة، إلا أنهم أوضحوا مؤخرا أن السبب هو احتراق وقود منخفض الجودة.
وقال رئيس قطاع البيئة بمدينة شهري ري، إنه تم حظر استخدام المازوت في مصنع الأسمنت الموجود بالمدينة.
والمازوت هو وقود أحفوري ثقيل ومنخفض الجودة يستخدم عادة في تشغيل المصانع ووقودا للسفن. وفي غرب إيران يتم استخلاص وقود الديزل من المازوت.
وأوضح رئيس قطاع البيئة الإيراني زهري عبادت، إنه "منذ أن ارتفع الاستهلاك المحلي للغاز الطبيعي في الشهور الباردة من العام، توقفت شركة الغاز الطبيعي عن إمداد عملائها الصناعيين بالغاز، لذلك توجه هؤلاء إلى استخدام المازوت، مما أدى إلى تلوث الهواء."
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تعترف فيها السلطات الإيرانية بأنها تقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن المصانع، خلال الشهور الباردة من العام، بحسب تقرير "راديو فردا".
ويأتي هذا في وقت يتفاخر فيه المسؤولون الإيرانيون بأن البلاد لديها اكتفاء ذاتي من إنتاج الغاز الطبيعي، والغازولين، والديزل، بل وأصبحت تصدر المنتجات الثلاثة إلى الخارج، حسب زعمهم.
وانتشرت نظريات عن مصدر الرائحة النتنة بين الناس، تقول إحداها أن انفجارا في أنابيب الصرف الصحي حدث عقب انهيار بناية مكونة من 17 دورا في يناير 2017 هو السبب في انبعاث الرائحة، في حين ذهبت نظريات أخرى إلى وجود تسرب في مصفاة نفط طهران، أو تصلب المواد في مكبات النفايات.
وحسب موقع راديو فردا، تم رصد الرائحة السيئة في مناطق مختلفة من العاصمة، خاصة في المناطق الجنوبية وفي الطريق المؤدي إلى قبر الخميني ومطار طهران.
وكان مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قد عبر عن انزعاجه من الرائحة الموجودة على الطريق المؤدي لقبر الخميني، حيث كلف الرئيس حسن روحاني بمعالجة المشكلة قبل انتهاء فترته الرئاسية.
وأصبحت الرائحة مثار سخرية، فقال أحد المغردين على تويتر، "إذا تتبعوا الرائحة، فإنهم سيصلون إلى عتبة مجلس النواب."