قال خالد كعيم نائب وزير الخارجية في آخر حكومة ليبية قبل الإطاحة بالنظام السبق في العام 2011 ،والمتحدث بإسمها ،أن الزعيم الراحل معمر القذافي كان في خلاف حاد مع أمير قطر بعد أن أكتشفت حقيقة الخطط التي يعدها نظام الدوحة ضد عدد من الدول العربية ، وأن المشكلة الحقيقية بينما إنطلقت في أكتوبر 2010 عندما كان القطريون يسعون للزج بليبيا في مؤامراتها بالمنطقة ، حيث ظهرت آنذاك قضية « الجزيرة مغاربية » وهي نشرة يومية كانت القناة القطرية تقدمها من مكتبها بالرباط ، وتستهدف من خلالها دول المغرب العربي ، وقد قررت الحكومة المغربية يوم 20 أكتوبر 2010 غلق المكتب ، قد إستقبت « الجزيرة » القرار المغربي بمزيد التصعيد ، وفي ديسمبر 2010 إستقبلنا رئيسي جهازي المخابرات المغربي والجزائري وكشفنا لهما حقيقة
التأمر القطري على بلديهما ، وفي تونس كانت هناك مشكلة متعلقة برغبة قطر في الإستحواذ على إحدى شركات الإتصالات ، وقد نجحت في الصفقة بعد أن دخلت في شراكة مع صخر الماكطري صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي ، وما نعرفه أن نظام الدوحة كان في كل مناسبة يعبر عن عدائه للنظام المصري وللمملكة العربية السعودية ، ولا يخفي أنه كان منذ العام 1996 يعد للتآمر عليها بدعوى أنها كان يسعيان لمناصرة الشيح خليفة بن حمد آل ثاني الذي أطاح به إبنه غدرا في يوليو 1995
وقال كعيم « خلال قمة سرت ، كان من المفترض أن يترأس رئيس القمة وهو العقيد معمر القذافي إجتماع اللجنة الخماسية لمبادرة السلام العربية ، ولكن طلب أن ترأسه قطر لأنها ، وفق تعبيره ، الوكيل الرسمي لإسرائيل ، وهو ما حدث فعلا » مشيرا الى أن « قطر إستفادت من الخلافات البينية العربية كالخلاف الليبي السعودي ، والخلاف السعودي السوري ، والخلاف المغربي الجزائري ، للقيام بأدوار تآمرية ضد العرب جميعا ، كما كانت حريصة على تجنيد آلاف العرب المقيمين في أوروبا ، ووظفت عددا كبيرا منهم في الدوحة لخدمة مشروعها التخريبي »
وتابع كعيم «مما زاد في توتر العلاقات قرار ليبيا بألغاء عقدي الإستثمار القطري في مشروعي « باب المدينة » و« العين الزرقاء » بينما كان تنظيم الحمدين يصر على أن يدخل جهاز الإستثمار القطري في تشاركيات إستثمارية معنا ، وقد مارس ضغوطا علينا ، وكان حمد بن خليفة وحمد بن جاسم لا يزوران ليبيا إلا ومعهما مسؤول الجهاز »
وأضاف كعيم أن القطريين كانت لهما رغبة في الإستحواذ على مشروع الغاز بحوض غدامس والذي يحتوي على إحتياطات تكفي لضمان حاجيات أوروبا لمدة 30 عاما ، وإتفقت شركة توتال الفرنسية مع المؤسسة الليبية للنفط على شراء حقوق الامتياز في الحقل بقيمة 140 مليون يورو، وتم توقيع بروتوكول الاتفاق في أغسطس من العام 2009 ، كما تنوي الإستحواذ على مشروع مدينة الطاقة ، وأنبوب الغاز الإفريقي المتجه الى أوروبا عبر ليبيا ، ومشروع نقل النفط الليبي الى أوروبا عبر ميناء الصخيرة في تونس ، وحاولت قطر كذلك ، الدخول الى إفريقيا تحت العباءة الليبية ثم إخراجنا من هناك بعد الإستحواذ على إستثماراتنا ،
وأردف المسؤول الليبي الأسبق : « مشاكلنا مع قطر كانت كثيرة ، منها كذلك هرولة نظام الدوحة للتطبيع مع إسرائيل ، وإصراره على إستضافة المسؤولين الصهاينة على شاشة قناة « الجزيرة » لتلميع صورتهم ، مقابل الإساءة المتمعدة وخاصة لمصر والمغرب والجزائر ، وهو ما كان محل إحتجاج من ليبيا »
أن السلطات في بلاده أكتشفت في بدايات 2011 وجود خلية إخوانية بقيادة علي الصلابي تتحرك بدعوى الإنخراط في مشروع كتابة الدستور وإعداد مجموعة من المقترحات لعرضها على المؤتمر الشعبي العام ( البرلمان في عهد القذافي ) الذي ينعقد في شهر مارس من كل عام ، وقد إستغلوا ذلك لممارسة العمل السري وتجنيد الأنصار ،
في تلك الأثناء ، كانت الدوحة تحتضن عددا من قيادات الإفغان العرب ومن بينهم من ينتمون الى الجماعة الليبية المقاتلة ، وقدمهم النظام القطري على أنهم شركاء الإخوان ، وما شاهدناه بعد ذلك أن الإخوان والقاعدة كانا في صف واحد وتحت راية واحدة ، يعلمون على بث الفوضى للسيطرة على الحكم والثروات ليس في ليبيا فقط وإنما في المنطقة العربية ككل
أما عن علاقة قطر بالإخوان ، فقد تحدث كعيم قائلا « قطر إستضافت مؤتمرات للإخوان منذ 2002 وقد دعيت ليبيا للحضور ، ومن باب الإطلاع أرسلنا مبعوثين لإكتشاف ما يدور وراء الأبواب المغلقة ، فأكتشفنا أن نظام الدوحة كان يقدم الإخوان للأمريكان ، على أنهم الحلفاء الذين يمكن الوثوق بهم وبقبولهم للديمقراطية وصندوق الإنتخابات، عكس الحركات السلفية والصوفية » وتابع كعيم أن « الولايات المتحدة خاضت تلك الحوارات من خلال مراكز أبحاث كان بعضها يحصل على تمويلات من قطر ، بينما كان حمد بن خليفة يقدم نفسه على أنه الحفيد الرابع عشر لمحمد بن عبد الوهاب ، وأنه قادر على تغيير الوضع داخل المملكة العربية السعودية من خلال ما كان يزعم أنها تأثيرات يحظى بها قبليا ومذهبيا في الجزيرة العربية والخليج »
أما عن إخوان ليبيا ، فيرى المسؤول الليبي الأسبق أن السلطات في بلاده أكتشفت في بدايات 2011 وجود خلية إخوانية بقيادة علي الصلابي تتحرك بدعوى الإنخراط في مشروع كتابة الدستور وإعداد مجموعة من المقترحات لعرضها على المؤتمر الشعبي العام ( البرلمان في عهد القذافي ) الذي ينعقد في شهر مارس من كل عام ، وقد إستغلوا ذلك لممارسة العمل السري وتجنيد الأنصار ،
في تلك الأثناء ، كانت الدوحة تحتضن عددا من قيادات الإفغان العرب ومن بينهم من ينتمون الى الجماعة الليبية المقاتلة ، وقدمهم النظام القطري على أنهم شركاء الإخوان ، وما شاهدناه بعد ذلك أن الإخوان والقاعدة كانا في صف واحد وتحت راية واحدة ، يعلمون على بث الفوضى للسيطرة على الحكم والثروات ليس في ليبيا فقط وإنما في المنطقة العربية ككل
وعن علاقة قطر بإخوان ليبيا ، أوضح كعيم أن الدوحة كانت تؤوي منذ فترة طويلة عددا من الإسلامويين الليبيين ، وقد فتحت لها فضاء « الجزيرة .نت » في إطار مخطط لضرب دول المغرب العربي كافة ، بينما كانت تدعم التقسيم في السودان ، وقال أن « الولايات المتحدة كانت ضد التقسيم خشية أن تصيب عدواه بقية الدول الإفريقية ، بينما كانت أوروبا معه ، وقد سعى القذافي بقوة لمنع إنفصال الجنوب ، وإتجهنا الى الخرطوم ، وجلسنا مع كبار المسؤولين ، بينهم مصطفى عثمان إسماعيل ، وجان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي آنذاك ، ودعونا حكومة الخرطوم الى أن تتخلى عن قوانين الشريعة التي كان الإنفصاليون يبررون بها دعواتهم للتقسيم ، لكننا فوجئنا بأن قطر كانت تمول عملية الإنفصال وتصرّ على إتمامها مستفيدة من علاقاتها الوطيدة بالرئيس عمر حسن البشير منذ أن كان ضابطا في الجيش القطري »
وتابع كعيم : « من مشاكلنا مع قطر أنها كانت تحاول أن تكون عرّاب ليبيا في المحافل الدولية والإقليمية ، وكانت تريد إحتواء بلادنا ، لغرض توريطنا في صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، وقد أكتشفنا ذلك أثناء القمة العربية بمدينة سرت في أكتوبر 2010 عندما طرحت ليبيا جملة من الإقتراحات لإحداث إصلاحات في الجامعة العربية ، وسعت قطر للركوب على ذلك »
الى ذلك، قال كعيم أن حكومة بلاده أرسلت الى ثلاثة دول عربية مكتبة صوتية بتسجيلات سرية لكل من حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق ، ووزير خارجيته حمد بن جسم ، خلال لقاءاتهما مع الزعيم الراحل معمر القذافي ، ومن بين تلك التسجيلات ، ما تم تسريبهما عنها من مخططات تآمرية ضد المملكة العربية السعودية ، وأكد أنه لم يتم إعتماد أية تدخل تقني على التسجيلات ، وأن القذافي تعمد الصمت خلال تلك المحادثات سواء كانت مباشرة أو عبر الهاتف ، ليتم تسجيلها كاملة ، كشهادة على تآمر «الحمدين » على الدول العربية ، مردفا أن سلطات بلاده قامت قبل سقوط طرابلس بإرسال كل التسجيلات الى ثلاث عواصم عربية من بينها الرياض .