يتجه كمال مرجان رئيس حزب المبادرة في تونس ووزير الخارجية الأسبق الاثنين القادم الى نيويورك للقاء بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة للنظر في إمكانية تعيينه في خطة المبعوث العربي والأممي المشترك لسوريا خلفا لمحمد الأخضر الإبراهيمي الذي ستنتهي مهمته قريبا٠

بوابة افريقيا الإخبارية التقت مرجان منذ ساعات وحاورته حول التكليف الأممي المنتظر وحول عديد المسائل السياسية التونسية ومنها التخوف من تأجيل الانتخابات القادمة ومن تنامي الإرهاب وأيضاً ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة والتحالفات التي يمكن أن يعقدها حزب المبادرة ٠

س : تردد مؤخراً انك تلقيت عرضا لتولي خطة المبعوث الأممي والعربي المشترك لسوريا ، ما مدى صحة هذه المعلومة وهل قبلت العرض وهل ستغادرها الحزب في هذه الفترة ؟

ج: العرض صحيح وموجود لكنه لم يصبح بعد رسميا وسيقع النظر فيه قريبا وسأعلن موقفي الأخير قريبا بعد أسبوع أو عشرة أيام على الأقصى في علاقة بوضعي الشخصي ووضع حزب المبادرة، وأعتقد أن الامر ليس سهلا والمهمة التي تولاها سابقا كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي ليست سهلة، وان تأكدت المهمة فان التشريف لن يكون لي فقط بل لكل التونسيين٠

س : لكن الا تعتقدون أن هذا التكليف ، ان حصل، سيعطل رغبتكم في الترشح الى منصب رئيس الجمهورية؟

ج : الترشح للرئاسة فكرت وأفكر فيه وهو أمر لا أخفيه لكنه موضوع سابق لأوانه اليوم وسيكون لكل حادث حديث٠

ككل مواطن تونسي لي طموحات لكنه لا يجب أن يتعدى الممكن والمصلحة الوطنية ، وعلى كل حال يشرفني تفكير التونسيين في موضوع ترشحي للرئاسة٠

س : ما دمنا نتحدث عن الانتخابات القادمة هل لديكم تخوفات من إمكانية تأجيلها في ظل تأخر المصادقة على القانون الانتخابي وكثرة النقاط الخلافية والتعديلات المقترحة ؟

ج: دون أدنى شك يراودنا هذا الشعور بالتخوف من إمكانية تأجيل الانتخابات القادمة للأسباب التي ذكرتها ، وان حصل ذلك بعد أجواء الوفاق التي سادت المصادقة على الدستور و تشكيل حكومة مهدي جمعة فانه سيشكل صدمة لكل التونسيين وأيضاً أصدقاء تونس الذين استبشروا بمناخ الوفاق وبتشكل أنموذج ديمقراطي في تونس سيقود الى نجاح مسار الانتقال الديمقراطي ٠

وفي المقابل أتمنى أن يعي نواب التأسيسي بضغط الوقت والحرص أكثر على تغليب المصلحة الوطنية والقبول بتقديم تنازلات وخلق مناخ وفاقي ، وهو دور مؤسسة الحوار الوطني التي راكمت تجربة في إدارة الخلافات الموجودة بين الفرقاء السياسيين، ولا أعتقد أن دورها في تسريع المصادقة على مشروع القانون الانتخابي والقضاء على النقاط الخلافية يمثل تدخلا في عمل المجلس الوطني التأسيسي٠

وفي النهاية يبقى لدينا أمل آن الجميع سيغلبون المصلحة الوطنية ولديهم شعور بالمسؤولية المطروحة عليهم جميعا حتى تتم الانتخابات قبل نهاية العام الحالي مثل ما تم التنصيص عليه في الدستور٠

س : هناك تركيز من السياسيين على أهمية القانون الانتخابي مقابل نوع من الإهمال للبيئة الانتخابية التي تبدو اليوم غير ملائمة في ظل التهديدات الارهابية والغضب الشعبي نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية والمقدرة الشرائية وإمكانية مقاطعة الانتخابات أو عدم الاهتمام بها ٠

ماذا تقولون عن هذا الكلام ؟

ج : من أهداف الحكومة حسب خارطة الطريق اعداد المناخ الملائم لإنجاح الانتخابات القادمة لكن ذلك ليس مسؤوليتها وحدها وليس لها عصا سحرية ، المسؤولية في رأيي جماعية ولا بد من توفر إرادة عامة لدى الجميع وتقديم تنازلات من كل الأطراف  وخلق وفاق عام٠

س : تواجه تونس منذ مدة أزمة اقتصادية متصاعدة لم تظهر بوادر انفراجها الا تعتقدون أن تداعياتها ستمس كل القطاعات وتؤثر سلبا عليها ؟

ج : أكيد أن الأزمة الاقتصادية تؤثر على الوضع العام بالبلاد لكن لدي ثقة في عمل الحكومة خاصة بعد الزيارات التي قام بها رئيس الحكومة الى بلدان الخليج العربي والى الولايات المتحدة الامريكية ، لكن أعتقد انه مازال هناك عمل إضافي والحل لن يكون سهلا وسريعا بل انه يتطلب جهدا متواصلا من الحكومة وكل الأطراف بما في ذلك الشعب

هناك زيارات واتصالات قادمة في الخارج وهناك أيضاً زيارات مرتقبة لمسؤولين كبار من عديد البلدان الشقيقة والصديقة التي يهمها مستقبل تونس ونجاح تجربتها وأيضاً التي يهمها استقرار المنطقة برمًٍٍتها ٠

وأعتقد أن المطلوب اليوم وغدا من كل التونسيين مزيد من العمل والإنتاج والتضحية لان النجاح وكذا الإخفاق سيمس كل التونسيين مهما اختلفت انتماءاتهم ومواقعهم فالمهم توفر إرادة عامة للخروج من الأزمة ٠

س : قرر حزبكم الانضمام الى جبهة الاتحاد من أجل تونس وفي المقابل تعملون على توحيد الأحزاب ذات المرجعية الدستورية ، الا ترون تناقضا في ذلك ؟ 

ج : ليس هناك تضارب أو تناقض بين الرغبة في جمع شمل العائلة الدستورية وبين الانتماء الى الاتحاد من أجل تونس والتحاور مع كل من يشاطرنا الرأي ٠

س : وهل سيشكل الاتحاد من أجل تونس تحالفا انتخابيا ؟

ج : الامر لم يحسم بعد وقد نحسمه قريبا من خلال الاجتماعات التي سن عقدها 

س : تردد أنك ستقوم بوساطة بين الباجي قائد السبسي وحامد القروي بعد الخلافات التي جدت بينهما، ما صحة هذا الخبر ؟ 

س : السبسي والقروي رجلان مهمان وكبيران في تونس وبصراحة لم يطلب مني أحد التدخل بينهما ويشرفني أن أقوم بهذه المهمة في هذه الظرفية الخصوصية فنحن في وضع ديمقراطي جديد هناك اختلاف لكن لا يمكن أن يصل الى عداء٠