قال رجل كندي حاول تنظيم شحنة مساعدات لأقاربه الذين تقطعت بهم السبل في منطقة قنفودة التي تعاني من النزاعات في ليبيا إنه اكتشف مؤخرا أن معظم أفراد أسرته قد لقوا حتفهم خلال جهود بذلها بلا جدوى من أجل إرسال الطعام والماء لهم.

وكان علي حمزة من "ميسيساوغا" قد توجه إلى تركيا مع زوجته وأطفاله الشهر الماضى في محاولة لتعبئة جهود الإغاثة لسكان بلدة قنفودة التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة بنغازي والتي تحاصرها قوات الجيش الليبى التابعة.

وكانت منظمة العفو الدولية دقت ناقوس الخطر بشأن الوضع في قنفودة، قائلة إن السكان محاصرون هناك منذ أشهر مع انخفاض إمدادات الغذاء والوقود.

وقضى حمزة ما يقرب من شهر في تركيا في محاولة للشراكة مع منظمة غير حكومية لإيصال الغذاء والماء، ولكن الوضع الأمني ​​غير المستقر أبقى شحنة المساعدات على الأرض.

وقال حمزة إنه توصل قبل أسبوعين بالأنباء المدمِّرة التي أفادت بوفاة خمسة من أفراد أسرته الست الذين كان يحاول مساعدتهم.

وأوضح أن شقيقا وشقيقة له لقيا مصرعهما يوم 25 فبراير خلال هجوم بقنبلة في قنفودة علم به في وقت لاحق ، مضيفا أنهم كانوا يعيشون على لحاء الشجر ومياه الأمطار في الأسابيع التي سبقت وفاتهم.

وفي 18 مارس، استقلت أم حمزة المسنة وثلاثة أشقاء متبقين حافلة في محاولة للفرار إلى جزء أكثر أمنا من بنغازي، فقط ليتعرضوا لكمين في طريقهم نحو هدفهم. وقال إن والدته وشقيقه وشقيقته ماتوا جميعهم، مضيفا أن شقيقة واحدة فقط نجت وهي محتجزة.

وقال حمزة إن هذه الأنباء كانت بمثابة نهاية ساحقة لرحلة مزعجة بالفعل.

"في الطائرة، بكيت ربما ثلاث مرات بصوت عال جدا"

"في الطائرة، ربما بكيت ثلاث مرات بصوت عال جدا"، يقول حمزة عن رحلة العودة من تركيا. "لقد فقدنا الأسرة، فقدت جدة أطفالنا، فقدنا الأعمام والعمات".

ودعا حمزة الحكومة الكندية إلى القيام بدور أكثر نشاطا في تقديم المساعدات والدعم لقنفودة معربا عن خيبة أمله إزاء الافتقار إلى تصريحات قوية من أوتاوا حول محنة من تقطعت بهم السبل في ليبيا.

وفي الشهر الماضي، اقترض حمزة أموالا وباع سيارته ذات الدفع الرباعي من أجل تمويل شحنة مساعدات إلى 30 أسرة. ومن خلال العمل في شراكة مع منظمة غير حكومية تركية معروفة باسم مؤسسة "إهه" للإغاثة الإنسانية، كان يأمل في تزويد المحاصرين بالأغذية والمياه والأدوية الأساسية لمدة 10 أيام على الأقل.

لكن حمزة قال إن المنظمة غير الحكومية لم تتلق أي تصريح لتسليم الشحنة بسبب مخاطر أمنية مستمرة على الأرض في بنغازي.

وفي أعقاب خسارة عائلته، قال حمزة إنه لا يزال يشعر بخيبة أمل شديدة من الحكومة الاتحادية لأنه يشعر بتراجعها عن التزاماتها الدولية بتقديم المساعدات والراحة لمن يحتاجون إليها.

وأضاف "إنهم لم يعيروا اهتماما لنا ولا أولئلك الذين هم جديرون بالدفاع عنهم والوقوف معهم".

ولم تستجب منظمة الشؤون العالمية في كندا على الفور لطلبنا التعليق على الموضوع. بيد أنها ذكرت من قبل أن كندا "تشعر بقلق عميق" إزاء النزاع المسلح الحالي في ليبيا وتأثيره الإنساني على المدنيين، بما في ذلك في منطقة قنفودة.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة