تترواح نسب الشفاء من الفيروس التاجي في المغرب العربي بين 37.5 % و 75%، هذا الفيروس الذي تفشى في جميع دول العالم مخلفا إصابات بلغ عددها إلى حد اليوم 3,946,023مصاب حيث حصد الفيروس التاجي في بعض دول العالم وفيات بالألاف منذ بداية انشاره.
لكن انتشاره في القارة الإفريقية عامة و دول المغرب العربي خاصة كان بطيئا إلى حد ما وهو ما أثار "فزعا" و تخوفا من المنظمات العالمية حول انفلات متوقع في الوضع الوبائي بالقارة السمراء و بشمالها خاصة. فهل "خابت" التوقعات العالمية و تماثل المغرب العربي للشفاء؟
موريتانيا: عدد الإصابات لم يتعدى العشر إصابات و نسبة الشفاء فاقت 75%
يقول الكاتب الموريتاني محمد محمد علي "نجحت موريتانيا نجاحاً لافتاً في مواجهة كورونا، في وقت عجزت فيه دول عظمى عن ذلك، ويعود نجاح هذه التجربة إلى النظرة الواقعية للحكومة في هذا المجال، فهي أدركت ألاّ قِبَلَ لها بمحاربة الداء بعد انتشاره، وأن الخيار الوحيد هو منعه من دخول البلاد بأي ثمن".

احصائيات كورونا حول العالم/موقع صحتيلقد نجحت موريتانيا في احتواء المرض بسرعة حيث سجلت في البداية 7 إصابات فقط شفي منها 6 أشخاص وتوفيت حالة وحيدة. لتكون موريطانيا أول الدول التي أعلنت عن الشفاء التام في 19 أبريل، ليتم تسجيل حالة جديدة واحدة يوم 29 أبريل 2020.

ليبيا: استقرار وبائي لافت رغم الحرب..0.00 معدل الإصابات اليومي
بلغ عدد الإصابات في ليبيا اليوم اللجمعة 08 مايو 64 حالة إصابة مؤكدة و تجاوزت نسبة الشفاء 37.5 % بعد شفاء 24 حالة من جملة الإصابات المسجلة فيما لم تتجاوز نسبة الوفيات 4 % .

 و رغم خطورة الوضع في ليبيا نظرا للحروب الدائرة في المنطقة و تحذيرات الأمم المتحدة و الصحة العالمية، المتواصلة من تدهور الوضع الوبائي جراء الصراعات و الحروب التي أثرت بشكل كبير على البنية الصحية بالبلاد، إلا أن الوضع الوبائي في ليبيا " تحت السيطرة" و يشهد استقرارا لافتا منذ تسجيل أول حالة بالبلاد في 25 مارس 2020.

تونس..تشفى من الفيروس التاجي
أفادت وزارة الصحة التونسية أمس الخميس، تماثل 600 حالة للشفاء التام من جملة 1026 إصابة جملية لترتفع بذلك نسبة الشفاء إلى 58.5 % و بذلك تصبح حالات الشفاء أعلى  من حالات الإصابة .

و شددت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة بتونس، نصاف بن علية ، على أن الوضع الصحي الحالي، يفرض مزيد اليقظة والحذر، من أجل الكشف عن حالات الإصابة الجديدة، في ظل المؤشرات الإيجابية المسجلة في معالجة كوفيد 19بتونس، مؤكدة على ضرورة التطبيق الصارم للحجر الصحي الموجَه الذي انتهجته تونس للتخفيف من الحجر الصحي العام و العودة الجزئية و على مراحل للحياة العادية.

الجزائر: الأولى عربيا من حيث عدد الوفيات..لكن نسبة التعافي فاقت 44.8%
تحتل الجزائر رأس قائمة الدول العربية التي سجلت أكبر عدد من الوفيات جراء تفشي وباء كوفيد 19 بـ483 حالة وفاة. بينما بلغت حالات الشفاء إلى غاية يوم أمس 2323 حالة شفاء من جملة 5182 إصابة، أي بنسة 44.8%  وهي نسب مطمئنة تجعل من الوضع الوبائي في الجزائر على أبواب الإنفراج.

رغم الإرتفاع الذي سجلته الجزائر على غرار دول عربية، إلا أن وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد، أكد  أن الوضع في بلاده تحت السيطرة والدليل أن عدد الوفيات في تناقص يوميا. وأضاف بن بوزيد أن" الجزائريين مضطرَون إلى التعايش مع فيروس كورونا لشهور عديدة"، مؤكداً أن وضع الكمامات "أهم حل متوفر حالياً لتفادي إصابات جديدة".

المغرب : أعلى نسبة إصابة في المغرب العربي..لكن الوضع مستقر
سجلت المغرب أعلى عدد إصابات في المغرب العربي حيث بلغ عدد المصابين 5661 حالة إصابة مؤكدة، لكن مقابل ذلك تضاعفت حالات الشفاء لتبلغ 2302 من جملة الإصابات بنسبة 40.7%.
قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في لقاء تلفزي، إن بلاده تجنبت السيناريو الأسوأ المتمثل بتسجيل 200 وفاة يوميا بالمرض بما اتخذته من إجراءات استباقية، كما أكدت وكالة رويترز أن بيانات وزارة الصحة المغربية أظهرت أن الإجراءات الاستباقية التي نفذتها السلطات منذ ظهور أولى الحالات، مكّنت المغرب من تجنب نحو نصف مليون من الإصابات و15 ألف حالة وفاة.

و تعتبر نسبة الوفيات بالمغرب ضعيفة إذا لم تتجاوز 3.3% من جملة الإصابات.جائحة عالمية أطاحت بأقوى الدول و أغناها بدءا بالصين ثم إيطاليا ثم أمريكيا، تعثرت على أعتاب دول المغرب العربي التي لم يكن أمامها سوى انتهاج سبل الوقاية و الحجر الصحي العام و محاولة دعم البنية الصحية الهشة بمختلف الإمكانيات. وضع مستقر" مطمئن" إلى حد ما يخفف وتيرة "الفزع" و الركود التي طالت مختلف دول العالم و دول المغرب العربي و يجعل من وتيرة الحياة تبدأ في العودة تدريجيا وسط إجراءات وقائية صارمة توقيا من موجة ثانية للفيروس التاجي.