حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس، من أن أوروبا تدخل مرحلة حرجة في معركتها ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد 19،و أكد مدير الفرع الأوروبي للمنظمة، هانس كلوجي، بأن أوروبا في عين عاصفة كوفيد 19، موضحا أن 50 %   من عبء الوباء العالمي يقع على عاتق القارة العجوز(أوروبا).
 و تأتي أوروبا في صدارة ترتيب القارات حسب الإصابات، بتسجيلها 974 ألف و973 حالة، و 88 ألف و391 حالة وفاة، و263 ألف حالة تماثلت للشفاء، متبوعة بأمريكا بـ 753 ألف و42 حالة، و33 ألف و450 حالة وفاة، و83 ألف و120 حالة تماثلت للشفاء.
بالنسبة للبلدان الأكثر تأثرا بعد الولايات المتحدة، هناك إسبانيا التي تم بها تسجيل 644 ألف و 348 حالة، من بينها 28 ألف و554 حالة وفاة، و 70 ألف و 853 حالة تماثلت للشفاء، تليها إيطاليا بـ 165 ألف و155 حالة إصابة، و21 ألف و645 حالة وفاة، و38 ألف و92 حالة تماثلت للشفاء، ثم فرنسا حيث ارتفع عدد الحالات المؤكدة إلى 147 ألف و 863 حالة، من بينها 17 ألف و 167 حالة وفاة، و 30 ألف و855 حالة تماثلت للشفاء.
من جانبها، سجلت ألمانيا، التي تعد من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا بفيروس كورونا الجديد، 134 ألف و 753 حالة إصابة بفيروس (كوفيد-19)، من بينها ثلاثة آلاف و 804 حالات وفاة، و72 ألف و600 حالة تماثلت للشفاء.
أوروبا أمام تحديات ديموغرافية صعبة
تواجه القارة الأوروبية أزمة ديموغرافية حادة قبل بدء انتشار الفيروس التاجي، فقد ارتفعت نسبة كبار السن من 8 % سنة1950 إلى 23 %سنة 2020 ومن المتوقع أن تصل إلى 28 في المائة في عام 2050، وعندئذ سيكون نحو نصف السكان (47 في المائة) من كبار السن. وعلى الرغم من أن معظم دول العالم تشهد زيادة في نسب الشيخوخة، فإن أوروبا تعاني أكثر من غيرها، وهو ما يهدد حتما في النمو الاقتصادي فيها،وفي وتيرة سريعة و فجئية و غير مسبوقة، تفشى كوفيد19 و هاجم أوربا بقسوة عبر إيطاليا التي لم تشهد نكبة كهذه على مر التاريخ، وقد حوّل انتشار الوباء الذي أصاب إيطاليا، البلد الرومنسي الذي يرتبط اسمه بالجمال والتاريخ والمناظر الخلابة، إلى شوارع فارغة،"عزلة الموت" التي أدمت قلوب الإيطاليين و حصدت الاف الأرواح.
و يرجح الخبراء أن السببين الرئيسيين لتفشي الوباء هما، أولا، استخفاف ايطاليا بالوباء و عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، و ثانيا، كثرة كبار السن و اللذين يعانون من أمراض مزمنة و أمراض خطيرة ،"الأفراد الأكثرعرضة لخطر الإصابة بأعراض خطيرة والوفاة يشمل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وذوي الحالات الكامنة/المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والقلب وأمراض الأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان"، حسب منظمة الصحة العالمية.

و تعدّ إيطاليا التي شهدت بدء تفشي فيروس كورونا قبل شهر أكثر دولة متضررة منه في العالم،لتحتل أمريكا المراتب الأولى في الأيام  الأخيرة، ليزحف الفيروس التاجي نحو أروبا و يخلف نكبة "عظمى" تهز عرش الأورو.مازال فيروس كورونا المستجد ينهش القارة الأوروبية بما يقارب 89 ألف ضحية، 80% منهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. وهو ما يهدد التركيبة الديموغرافية التي تعاني بالأساس من "تهرم" كبير.
 يعتقد الخبراء أن الفيروس قد ينجح  في احداث فجوة عميقة في الهرم السكاني للقارة العجوز، وهو ما ستكون له تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة, وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت أن القارة الأوروبية "في عين الإعصار" رغم معدلات الشفاء التي بدأت ترتفع و أعداد الوفيات التي بدأت تستقر.و قد سبق للقارة العجوز أن عايشت نفس السيناريو خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتان احدثتا تشوها في هرم السكان.
ناقوس الخطر الذي دقه الفيروس التاجي،كوفيد 19،يعود أساسا حسب الخبراء، إلى الهشاشة الديموغرافية للقارة الأوروبية الى جانب عوامل أخرى تسببت في ارتفاع مهول في عدد الاصابات بالفيروس وكذا عدد الوفايات. هذه الازمة ستخلف تشوهات عميقة  على الهرم السكاني الأوروبي و ربما على قطاعات حيوية أخرى مما سيحدث شللا في حركة و وحدة منطقة الأورو.