حققت كوستاريكا علامة فارقة في الطاقة النظيفة بالعمل بنسبة 100 بالمائة لمدة 75 يوما على التوالي باستخدام الطاقة المتجددة فقط لتسجل بذلك رقما قياسيا جديدا.
ونقلت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في موقعها الالكتروني عن معهد كوستاريكا للكهرباء الذي تديره الدولة أنه يعود الفضل في تحقيق هذا الإنجاز إلى هطول الأمطار الغزيرة والتي تسببت في تشغيل المحطات الأربع التي تعمل بالطاقة الكهرومائية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.

وطبقا لما نقلته "حرية" عن الإندبندنت أنه لم يتم حرق أي وقود أحفوري من أجل توليد الكهرباء منذ ديسمبر من العام الماضي في تلك الدولة التي تشتهر سياساتها المعنية باستخدام الطاقة النظيفة ، ولفتت إلى أنه في حين أن كوستاريكا تعتبر دولة صغيرة بتعداد سكان يبلغ 8ر4 مليون نسمة تقريبا ، إلا أنها خطت خطوات كبيرة في استخدام الطاقة المتجددة.

وذكرت الصحيفة أنه خلال العام الماضي فإن 80 بالمائة من الطاقة المستخدمة في البلاد جاءت من محطات الطاقة الكهرومائية في حين شكلت الطاقة الحرارية الأرضية نحو 10 بالمائة من هذا المزيج في البلاد التي تنتشر فيها البراكين ، مضيفة أنه في الوقت الراهن تستوفي كوستاريكا 94 بالمائة من احتياجاتها من الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مشاريع في مراحل التخطيط لاستخدام الطاقة الحرارية الأرضية وذلك لضمان عدم اعتماد تلك الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى على الوقود الأحفوري في المستقبل.. حيث وافقت الحكومة في سان خوسيه في منتصف العام الماضي على إقامة مشروعات في الطاقة الحرارية الأرضية بقيمة 958 مليون دولار أمريكي.

ومن المتوقع أن تنتج أول محطة في حال اكتمالها 55 ميجاوات من الكهرباء وهو ما يكفي لتزويد 55 الف منزل. وسيتم بناء محطتين أخريين بقوة 50 ميجا وات في مكان قريب.

وصرّح جيك ريتشاردسون المتخصص في مجال تقنيات الطاقة النظيفة أنه من المهم أن لا تعتمد الدولة على الطاقة المائية فقط  ، مضيفا "أن الأنباء الطيبة أن هناك المزيد من استخدام الطاقة الحرارية الأرضية قادم في الخطة، كما أن هناك سلبيات واضحة من الاعتماد بشدة على الطاقة المائية، وخاصة في تشغيل نظم الأنهار والذي يمكن أن يعوق التغيرات الموسمية في تدفق المياه".

وتابع أن الجفاف يمكن أيضا أن تؤثر بشدة على إمدادات الطاقة. وهناك أيضا بعض الجوانب السلبية البيئية بالنسبة للسدود الكهرومائية وذلك فيما يتعلق بتأثيره على النظم البيئية النهرية وحركة الأسماك".

وأوضح أنه هذا يساعد أيضا كوستاريكا، والتي تهدف إلى أن تكون خالية من الكربون بحلول عام 2021، في أن يكون لديها بنية تحتية ممتازة.

وصنف المنتدى الاقتصادي العالمي كوستاريكا كثاني بلد في أمريكا اللاتينية، بعد أوروغواي، في مجال البنية التحتية للكهرباء والاتصالات في مؤشر التنافسية العالمية في 2014.

وفي إشارة على مدى التزام كوستاريكا بأنواع الطاقة المتجددة قررت الحكومة عدم استغلال مكامن النفط الغنية - والتي اكتشف على طول ساحل البلاد على البحر الكاريبي - لأسباب بيئية.