كشفت رسائل، وجدت في البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، حسبما نشرت وكالة الأنباء الليبية أمس الاثنين، أن القصة التي رواها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حول أسباب تدخله في ليبيا لإسقاط نظام القذافي من نصرة الشعب الليبي وثورته “ليست حقيقية”، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي أعد لهذه الحرب بشكل مسبق من أجل أهداف عسكرية واقتصادية، وفق ما ذكر موقع “ميديابارت” الفرنسي.

وأشار الموقع إلى أنه طالما عبر الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي عن ألمه من الحملات الأمنية والقمع الذي يقوم به نظام القذافي ضد المتظاهرين في فبراير 2011، الأمر الذي دفعه بعد ذلك باللقاء بمصطفى عبد الجليل والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كحكومة رسمية لليبيا بدلا من نظام القذافي في 10 مارس من نفس العام.

لكن رسالة في بريد هيلاري كلينتون تعود إلى 22 مارس 2011، تكشف قصة مختلفة عن ذلك، حيث إن الاستخبارات الفرنسية المتمثلة في الإدارة العامة للأمن الخارجي كانت تعمل في ليبيا قبل هذا التاريخ، كما أنها عقدت سلسلة من اللقاءات السرية مع عبد الجليل والجنرال عبد الفتاح يونس في بنغازي في نهاية فبراير من أجل إعطائهم “المال والتوجيه” لإنشاء المجلس، الذي أعلن عن إقامته في 27 فبراير، تشير الرسالة إلى أن الضباط تحدثوا بأوامر من ساركوزي أنه ينبغي إقامة هذا المجلس وأن فرنسا سوف تعترف به كحكومة جديدة لليبيا.

وتنص الرسالة أيضا على أن “ضباط الإدارة العامة للأمن الخارجية يتوقعون أن الحكومة الليبية الجديدة ستعمل لصالح الشركات والمصالح الوطنية الفرنسية خاصة فيما يتعلق بصناعة النفط في ليبيا، مقابل الدعم الذي تقدمه فرنسا لهم”، مشيرة إلى أن عبد الجليل وعبد الفتاح يونس وافقا على هذا العرض وبدآ التنفيذ.