تتواصل المساعي بخطى متسارعة لكشف طريقة ومصدر انتقال فيروس كورونا الجديد الى البشر، والذي تسبب مؤخرا في وفاة 26 شخصا وإصابة أكثر من 800 وسط ترجيحات بأنه مصدره قد يكون أحد الحيوانات البرية.

وظهر الفيروس في منطقة ووهان وسط الصين المعروفة بسوق ضخم للحيوانات البرية والبحرية بما في ذلك الأسماك والمحار بل حتى الفئران والقنادس والثعابين، قبل أن ينتقل لاحقا إلى دول أخرى بينها الولايات المتحدة.

وأشارت تقارير جديدة إلى الثعابين تحديدا قد تكون وراء انتشار الفيروس بسبب وجود تشابه في التسلل الجيني للفيروس مع ذلك الذي يصيب الثعابين.

وتكمن خطورة الفيروسات في إمكانية تحورها وانتقالها من الحيوان إلى البشر ثم بين البشر أنفسهم، وهذا ما يحدث الآن في حالة الفيروس الجديد الذي أطلق عليه اسم 2019-nCoV. وقد يستغرق إنتاج مصل جديد لمقاومته زمنا طويلا.

ويرجح علماء انتقال 2019-nCoV إلى البشر عن طريق الحيوانات البرية ويلقون باللوم على الصينين لأنهم يتناولون منتجات هذه الحيوانات، فيما يرى آخرون إن الأمر أكثر تعقيدا، ولا يستبعدون أن تكون الحيوانات البرية هي المصدر، لكن ليس بالضرورة عن طريق تناول منتجاتها.

ومعروف أن 70 في المئة من الأمراض الفيروسية الجديدة الشبيهة بالالتهاب الرئوي، منشأها حيواني على غرار "سارس" و "ميرس" اللذين ينتمي الفيروس الجديد لنفس عائلتهما.

ويعتبر تناول الحيوانات البرية في الثقافة الصينية، رفاهية، بسبب ندرتها وتكلفتها. كما يعتقد بعض ممارسي الطب الصيني التقليدي أن تناول الكائنات الغريبة يمكن أن يعالج بعض الأمراض ويزيد من "فعالية الذكور".

لكن في ذات الوقت يحذر خبراء الصحة من تناول منتجات هذه الحيوانات بسبب صعوبة التأكد من خلوها من الأمراض، وتحذر الحملات الصحية في أفريقيا الناس من تناول لحوم الحيوانات البرية لارتباطها بعدد لا يحصى من الأمراض ومنها الإيدر.

بيد أن خبراء آخرين في الأمن الصحي العالمي يقولون إن ذلك الفهم "معيب"، مذكرين بأن الإيبولا انتقل في جنوب شرق غينيا عن طريق فضلات الخفافيش وليس الخفافيش نفسها كما ذكر أولا.

ويتفق العلماء على أهمية عدم التقليل من خطورة الأسواق التي تباع فيها الحيوانات الحية وكذلك المذبوحة وتختلط فيها الدماء بفضلات الحيوانات الحية ما يوفر بيئة خصبة لنمو الفيروسات والبكتريا وبالتالي ظهور أمراض ووبائيات وانتقالها للبشر.