بعد الغارة الأمريكية التي نفذتها طائرات عسكرية ضد معسكر تدريب تابع لداعش في مدينة صبراتة القريبة من الحدود التونسية الجمعة، والتي استهدفت العقل المدبر لأخطر عمليتين إرهابيتين شهدتهما تونس في السنة الماضية والمتمثلة في الهجوم على متحف باردو ثم مدينة سوسة السياحية التونسي نورالدين شوشان، نشرت الشروق التونسية، سيرة القيادي الداعشي الخطير استناداً إلى صحيفة سوابقه الإجرامية.

وكشفت الصحيفة أن شوشان البالغ من العمر 36 سنة قبل مصرعه، منحرف سابق معروف في مدينة سيدي بوزيد، وسط غرب البلاد، ومُدمن "زطلة" أي القنب الهندي.

وحسب ملفه الأمني يتبين أن شوشان كان عنيفاً وتورط في عمليات نشل وسرقة وجرائم كثيرة مختلفة، حتى ظهور تنظيم أنصار الشريعة، الذي خرج قياديوه وأبرزهم القاعدي السابق أبوعياض من السجون بعد سقوط نظام بن علي، ترك شوشان المخدرات وأقبل على "الدين" بعد تحويل وجهة الشريعة نحو الإرهاب.

وتشير الوثائق الأمنية التونسية إلى أن شوشان قبل مسيرته الجديدة ارتبط بعلاقة غرامية، بسيدة متزوجة، ولكن ناشطة بصلب أنصار الشريعة وهيالتي نجحت في تجنيده في صفوف التنظيم، وتحويله إلى إرهابي في فترة زمنية قياسية، بعد أن وجد نفسه "يُنفذ كل ما تطلبه منه، ويورط في الهجوم على دورية أمنية في محافظة سيدي بوزيد".

وأمكن للأمن التونسي رصد شوشان وعلاقته بالإرهاب بعد العثور على بطاقة هويته في مكان الهجوم على الدورية.

وعلى هذا الأساس صدر ضده حكم غيابي بالسجن المؤبد بعد شعوره بتضييق الخناق عليه، وبسبب تورطه: "في قضايا عنف، وقتل، ونشل، واعتداء، واستهلاك المخدرات، وتورطه في الهجوم الإرهابي على رجال الأمن في سيدي بوزيد" في 2013.

وبعد هروبه واختفائه، تابع الأمن التونسي مسيرة الإرهابي الجديد، الذي أثبتت المعلومات والمتابعة الاستخباراتية لجوءه إلى ليبيا، وتورطه"في عمليتي متحف باردو ونزل مرحبا في سوسة".

وبفضل اعترافات عناصر إرهابية أخرى نجح الأمن التونسي في القبض عليها، فإن نورالدين شوشان كان العقل المدبر للهجوم الارهابي على متحف باردو، وهمزة الوصل بين عناصر الخلية التي نفذت العملية، وممول الهجوم على فندق امبريال مرحبا في سوسة.

ويبدو أن هذا السجل الإرهابي، فتح لشوشان حسب الأمن التونسي المجال أمامه ليُصبح أحد أبرز قياديي تنظيم داعش في ليبيا وهو الذي يبحث عن التمدد والتوسع في ليبيا ولكن أيضاً في تونس المجاورة، ليصبح شوشان أبو طلحة التونسي أحد أكبر قادة داعش في سرت.