يتفق كثير من الأزواج عند بداية ارتباطهما على فكرة إنجاب الأطفال، بل إن الأمر يبدو بديهيًا بالنسبة لهم ولا يستحق التفكير والنقاش، لكن الواقع يقول إن قرار الإنجاب وتوقيته، وعدد الأطفال يجب أن يكون محورًا للنقاش بين الأزواج، خاصة بين أولئك الذين لا يملكون تصورًا مشتركًا حول هذا الموضوع المهم.
ففي غالبية المواقف التي لا يمتلك فيها الأزواج رؤية مشتركة لفكرة الإنجاب، تكون الزوجة أكثر ميلًا لإنجاب طفل أو أكثر، بينما لا تكون هناك رغبة حقيقية لدى الزوج للإقدام على هذه الخطوة، لأن بعضهم يخشى من استحواذ الطفل الوليد على اهتمام الزوجة وحبها، فيما يشعر آخرون بالذعر من المسؤولية الجديدة التي ستلقى عليهم وصعوبة أن يكونوا آباء مثاليين لهذا يفضلون قرار عدم الإنجاب.
لذا سنقدم لكِ أفضل طريقة لإقناع شريكك بفكرة الإنجاب لمساعدتكما على تكوين أسرة سعيدة مكونة من عدة أطفال.
- اجلسي مع ذاتك وفكري في الأسباب التي تدفعك نحو الرغبة في الإنجاب:
"لماذ أريد أن أرزق بطفل؟" أو "لماذا أريد أن أنجب طفل آخر؟" يبدو هذا السؤال مدهشًا في البداية، ولكن حينما تبدئين في الإجابة عليه ستدركين أنه من المهم جدًا معرفة الأسباب الكامنة داخلك التي تدفعك نحو الإنجاب، وهو أمر سيساعدك على شرح وجهة نظرك إلى زوجك وإقناعه واتخاذ القرار معًا، ومن الأسباب التي قد تطرأ على بالك ويمكن مناقشتها مع زوجك:
- معدلات الخصوبة تنخفض مع التقدم في السن:
تنخفص فرص الإنجاب لدى الرجال والنساء مع التقدم في السن، فالمرأة في عمر (25 عامًا) يكون احتمال إنجابها 25% لكل دورة طمث، وفي عمر (35 عامًا) ينخفض الاحتمال إلى 12%، وفي عمر (40 عامًا) يصل إلى 6%.
كذلك الحال بالنسبة للرجال إذ تتأثر خصوبتهم بعامل السن، فبحسب دراسة برازيلية يكون الرجال أقل خصوبة بعد عمر (41 عامًا).
- الوقت الحالي هو الأفضل لإنجاب طفل:
من الصعب جدًا تحديد الوقت المثالي لإنجاب طفل، لأن هذا الأمر سيختلف من شخص لآخر ومن أسرة لأخرى، لكن هناك ثلاثة أمور إذا توافرت لدى أي زوجين يمكن أن يتخذا هذا القرار بكل سهولة، وهم: الاستقرار المالي، والصحة الجيدة، ووجود مكان مناسب في المنزل لاستضافة الطفل الوليد.
- التأكيد على الحب الذي يجمع الزوجين:
إنجاب طفل أو أكثر هو دليل على الحب الذي يجمع الزوجين معًا، لأنه سيوحد علاقتهما أكثر من أي وقت مضى خاصة أن الأطفال يشكلون دائمًا امتدادًا لآبائهم وأمهاتهم ليس فقط في حملهم لاسم العائلة، ولكن في القيم والمبادئ التي ينشؤون ويتربون عليها.
- عدم انتظار مدة طويلة بعد إنجاب الطفل الأول:
إذا كان لديكِ طفل وتقررين إنجاب طفل آخر، فينبغي معرفة أنه من الأفضل عدم التفكير في إنجاب طفل جديد قبل مرور عام واحد على ولادة طفلك الأول، لأنه خلال هذه الفترة يتعافى جسم الأم وتكون تجنبت خطر حدوث مضاعفات لها.
أيضًا ينبغي عدم الانتظار لمدة طويلة، لأن الفرق الذي يتجاوز أربعة أعوام بين إنجاب طفلين يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض أو نقص وزن الأطفال عند الولادة.
- افتحي باب الِنقاش مع شريكك حول رغبتك في الإنجاب واستمعي جيدًا لأسباب اعتراضه:
من المهم جدًا أن يدور نِقاش بينك وبين شريكك حول أسباب تبنيكم وجهتي نظر مختلفتين تجاه الإنجاب وألا يكتفي كلًا منكما بذكر موقفه بالقبول أو الرفض فقط، لأن لا بد أن يتحدث كل فرد عن دوافعه ومخاوفه سواء كانت مادية أو عاطفية أو صحية، لكي يستطيع الزوج والزوجة تفهم آراء بعضهما بعضًا وإيجاد طريقة للتعامل معاها، وإليكِ بعض النقاط التي ستساعدك على تأمين مخاوف شريك حياتك:
- هناك مزيد من الوقت للتحضير لمهام الأبوة والأمومة:
احرصي على طمأنة زوجك وأن لديكما المزيد من الوقت للتخطيط للمستقبل، وإعداد كل ما هو ضروري للطفل، والتعود على أدواركما المستقبلية كأب وأم، لأنك لن تكوني حامل بمجرد وقفك لمانع الحمل كما أن الحمل يستمر لمدة تسعة أشهر وهي مدة مناسبة للتدريب على مهام الأبوة والأمومة مع التأكيد على أهمية التجربة والخطأ وأنه لا يوجد أب وأم مثاليين.
- القضاء على الملل والروتين:
سواء كنتِ تحاولين إقناع زوجك بإنجاب طفلكما الأول أو الثاني فلا بد أن تتحدثي معه على أهمية هذه التجربة بالنسبة لكما كزوجين، لأنها ستساعدكما على القضاء على الرتابة والملل والروتين الذي يمكن أن يتسرب إلى علاقتكما، من خلال خوض تجارب جديدة بدءًا من تأثيث غرفة للطفل، وشراء ملابسه وأدواته وألعابه، وحتى القراءة حول طرق التربية السليمة.
- حتى لا يكون طفلنا وحيدًا:
إذا كنتِ تحاولين إقناع شريكك بإنجاب طفل ثانٍ تحدثي معه عن مدى أهمية أن يكون فارق العمر بين الطفلين صغيرًا ورغبتك في رؤيتهما يلعبان ويكبران معًا، كما كان يحدث معكِ أنتِ وأشقائك، أو كما كنتِ تتمنين أن يحدث معكِ إذا كنتِ طفلة وحيدة، ويمكنك معرفة رأي طفلك وجعله حليفًا جيدًا لكِ لإقناع والده.
- في حال الرفض عاودي عرض الموضوع للنقاش بعد عام:
إذا لم تتوصلا لاتفاق واضح بشأن الإنجاب بعد هذه المناقشات، لا تترددي في إعادة الموضوع لطاولة النِقاش بعد عام، لأنه خلال هذا الوقت ستبقى حواراتكما عالقة في ذهنه، وسيكون لديه فرصة للتفكير فيها بهدوء، كما سيكون لديكِ فرصة لتفهم مخاوفه وحل أي مشكلات تتسبب في إحجامه عن اتخاذ قرار الإنجاب وهو ما سيساعدكما على تقديم بعض التنازلات والتوصل لقرار الإنجاب بطريقة مُرضية لكما.
وبعد أن تعرفتِ معنا اليوم على أفضل طريقة لإقناع زوجك بفكرة الإنجاب، وتكوين أسرة سعيدة، شاركينا أفكاركِ وهل جربت هذه الطريقة أم لا.