نفى مدير مركز التحاليل بهيئة الأرصاد الجوية في مصر، محمود شاهين، إمكانية حدوث إعصار في مصر، وذلك ردا على الصورة التي نشرتها وكالة "ناسا" الأمريكية.
ووصف شاهين الأمر بأنه منخفض مداري متعمق يصاحبه سقوط أمطار غزيرة تصل إلى حد السيول في بعض المناطق.
وحسب صحيفة الجمهورية، نفى المراقب بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، سامح مصطفى، ما تداولته الصحف وبعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود إعصار فوق سواحل البحر المتوسط وشمال الدلتا بعمق 100 كيلو متر.
وقال مصطفى: "لا يمكن حدوث ظاهرة الأعاصير في مصر كما يدعى البعض، فشروط تكونها وحدوثها في مصر غير موجودة".
وأشار مصطفى، إلى أن بيان هيئة الأرصاد تحدث عن منخفض جوي بخصائص شبه مدارية مصحوبا بسحب رعدية كثيفة شرق البحر المتوسط وسواحل مصر الشمالية.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد نشرت صورة من وكالة "ناسا" تظهر فيها كتل سحابية عملاقة تقترب من أجواء مصر.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن صورة "ناسا" تشير إلى توقع إعصار مداري "غير عادي ونادر" في بعض مناطق مصر، ما ينذر بعواصف وأمطار غزيرة على بعض المناطق الساحلية في مصر.
وكانت الحكومة المصرية قد دعت المواطنين في عدد من المناطق إلى البقاء في منازلهم أمس الجمعة، وأعلنت رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة "القصوى" في تلك المناطق، تحسبا لاستمرار سوء الأحوال الجوية بعد أيام من وفاة 19 شخصا.
وكان خبراء أرصاد جوية توقعوا أن تتعرض مناطق في مصر لظاهرة جوية نادرة أطلقوا عليها بالإنجليزية Medicane، وهي ليست كالأعاصير المعروفة، وتختلف عنها في عدة خصائص.
وتتكون كلمة Medicane أو "مديكان"، من شقين هما "Mediterranean" أو المتوسط، والأخرى هي "Hurricane" أو الإعصار، والتي يمكن تسميتها بالعربية "إعصار البحر المتوسط"، والذي يحدث حصرا في منطقة حوض المتوسط، وغالبا ما يضرب غرب تركيا وإيطاليا واليونان التي تعرضت لواحد في سبتمبر 2018.
وعادة ما تحدث أعاصير المتوسط في فصلي الخريف والشتاء، حيث تتكون على سطح المياه التي تكون درجة حرارتها أقل من 26 درجة مئوية، وذلك بعكس الأعاصير العادية التي تحدث بين نهاية الربيع وبداية الخريف
وتتشكل أعاصير البحر المتوسط عندما تغمر كتلة هوائية باردة من الشمال، المياه الدافئة في البحر، ومع مرور الوقت تقوى هذه العاصفة وتبدأ في اتخاذ خصائص العواصف الاستوائية.
وبينما تشبه أعاصير المتوسط الأعاصير الاستوائية العادية من حيث قوة الرياح والمطر الغزير الذي دائما ما يؤدي إلى فيضانات، فإن تصنيفها نادرا ما يصل إلى الفئة رقم 1 للأعاصير العادية، والتي تعد الأضعف بين خمس فئات أخرى. وقد تصل سرعة رياح أعاصير البحر المتوسط إلى 144 كلم في الساعة
الإعصار الاستوائي يبدأ من مسطحات مائية شاسعة كالمحيطات، لكن البحر الأبيض المتوسط يشهد كل بضعة أعوام منخفضات جوية شبه استوائية.
ويستمر إعصار البحر المتوسط من 12 ساعة إلى خمسة أيام، في حين أن نظيره الاستوائي نادرا ما يتعدى الـ 24 ساعة، ويستطيع إعصار المتوسط قطع مسافة بين 700 كلم إلى 3 آلاف كيلومتر.
وعلى الرغم من أن إعصار المتوسط ليس إعصارا بالمفهوم التقليدي، فإنه أحيانا يتخذ شكل العين التي تشبه الأعاصير، ويدور مثل الأعاصير الاستوائية.
آخر إعصار متوسطي قوي تم رصده في نوفمبر 2017، وقد اجتاح اليونان وأدى إلى فيضانات عارمة وتسبب في خسائر مالية قدرها 100 مليون دولار، فيما أدى إلى مقتل نحو 21 شخصا، وإصابة 37 آخرين.