بعد اختتام المفاوضات الاستكشافية بين مصر وتركيا والتي عقدت في القاهرة على مستوى نائبي وزيري خارجية البلدين، أصدرت الخارجية المصرية بيانًا قالت فيه إن " المناقشات كانت صريحة ومعمقة، حيث تطرقت إلى القضايا الثنائية، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط".
ويعتبر الملف الليبي أحد أهم محاور الخلاف الليبي التركي خاصة بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحريّة التي وقعتها أنقرة مع حكومة فائز السرّاج وتواجد القوات التركيّة في ليبيا، وهو ما زاد من تعميق الخلافات بين البلدين، المتوترة بطبعها على خلفية احتضان تركيا لقيادات جماعة الإخوان وقنواتهم الإعلامية، وعلى خلفيّة التصريحات الدبلوماسية الحادة التي كانت تطلقها تركيا ضد مصر منذ صيف العام 2013 بعد إزاحة جماعة الإخوان عن السلطة.
وفي سياق تحليل انعكاسات هذه المصالحة المنتظرة على الأزمة في ليبيا، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي، إنَّ من المنتظر أن تكون الرؤية المصرية التي قُدمت بوضوح للجانب التركي مدخلا لاتخاذ أنقرة القرار الذي يتفق مع الشرعية الدولية وإعلان برلين ومقررات المجتمع الدولي وتفاهمات الأطراف الليبية وصولا إلى ديسمبر المقبل لتكوين السلطة الليبية المنتخبة وفقا للمسار السياسي والذي يستند في أهدافه على استعادة السيادة والوحدة الليبية وطرد المرتزقة والقوات الأجنبية.
وأكّد حجازي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الجانب المصري نقل لتركيا بكل وضوح وصراحة أسس عودة العلاقات وتطبيعها ارتباطا بالمطالب المصرية العادلة والواضحة وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي وحسن الجوار وعدم إتاحة الفضاء التركي للقنوات الإعلامية المناهضة للدولة المصرية، واستضافة عناصر مطلوبة ومدانة في قضايا تتعلق بالتحريض على العنف وارتكاب عمليات إرهابية، بخلاف التوقف عن الممارسات الضارة بالأمن القومي المصري.
بحسب الدبلوماسي المصري السابق، إنّ من بين هذه الممارسات الضارة بالأمن القومي لمصر، هو ما يحدث في الجبهة الليبية وتواجد القوات التركية واستعانتها بالميليشيات الإرهابية المسلحة ونقلها لمسرح عمليات آخر، والتذرع باتفاقها مع الحكومة الليبية السابقة (الوفاق الوطني) والتي لم تتبع القواعد المرجوة لاستضافة قوات أجنبية على أراضيها الأمر الذي يستدعي إتاحة الفرصة للمشهد الليبي للاستقرار وعدم تخطي الحدود فيما يتعلق بالأمن القومي المصري.
وشدد حجازي على ضرورة سحب القوات التركية من الأراضي الليبية باعتباره السبيل لاستعادة الدولة الليبية الموحدة والسيادة عليها.