أكد عضو مجلس النواب عبد السلام نصية أن إحاطة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة غسان سلامة أمام مجلس الأمن الأربعاء الماضي كان بها الكثير من الصراحة.
وبين نصية في تدوينة له بموقع "فيسبوك" أن سلامة أشار بصراحة كبيره إلى أسباب اندلاع الحرب في ضواحي العاصمة بالقول " الترتيبات الأمنية المعتمدة في السابق أسهمت في تمكين مجموعات تصرفت بطريقة تقوم على النهب بحق أهالي العاصمة وبحق الدولة وبحق المؤسسات السيادية".
وأضاف نصية أن سلامة أشار أيضا "إلى إخفاق مجلس النواب وعدم قدرته على أداء أعماله سواء الروتينيه أو الدستورية " مضيفا "مرة تلو الأخرى، وعد مجلس النواب بتشريع قانون الاستفتاء والانتخابات وبعد ثلاث جلسات كُرست لقانون الاستفتاء، وتأخيرات عديدة، أخفق مجلس النواب في سنّ هذا القانون. ولم يدخر أولئك الذين لديهم مصلحة في إبقاء الوضع الراهن أي جهد لمقاومة التغيير المطلوب" .
وزاد نصية "إلا أن السيد المبعوث الخاص غض الطرف عن فشل المجلس الرئاسي وحكومته المفوضة في توفير ابسط الخدمات الأساسية للمواطن بالرغم من الدعم الدولي الكبير وتوفر الأموال بعيدا عن الطرق القانونية والدستورية ومن خلال ترتيبات ماليه أشرفت عليها بعض الدول الإقليمية وكذلك دوره الكبير في هذه الترتيبات الأمنية التي تقود للنهب وعجزه في تحقيق التوافق واستمرار وتكريس الانقسام المؤسساتي، كما لم يشر المبعوث الاممي إلى الرغبة الكبيرة والواضحة التي كانت لدي مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس النواب 134 وأعضاء مجلس الدولة في إعادة هيكلة المجلس الرئاسي بعد تصدعه وفشله في إدارة البلاد والعودة إلى مخرجات تونس ودخول البلاد في مرحلة استقرار سياسي تمهيداً لإجراء الانتخابات البرلمانية و الرئاسية أو على الأقل استغلال هذا التوافق الواسع بين المجلسين للاتفاق على قاعدة دستورية في حالة عدم إمكانية المضي قدما في المسار الدستوري.
وأردف نصية "لذا فانه من خلال إحاطة المبعوث الخاص الأخيرة يمكن أن نستنتج" انه "يدير الأزمة في ليبيا من خلال منظور بعض الدول الإقليمية وليس من خلال المنظور الليبي وبالتالي هو لا يهتم بما يحدث من توافقات وطنية خاصة إذا كانت تتعارض مع رؤية بعض الدول الإقليمية".
وتابع "اتضح جلياً استمرار الخلاف الإقليمي حول ليبيا والذي تُستخدم فيه الأطراف الليبية لعرقلة كل الحلول للوصول إلى الاستقرار" و"استمرار استخدام معاناة الليبيين الاقتصادية للمزايدات السياسية وإبعاد الأنظار عن أن المشكلة الحقيقية هي سياسية أمنية ولا يمكن الوصول إلى حل للازمة الاقتصادية أو غيرها من الأزمات ألا بعد إيجاد حل للازمة الأمنية والسياسية".
وأشار نصية إلى "استمرار المبعوث الخاص في الحديث عن خطة هلاميه متعددة المسارات ليس بها آليات واضحة تصطدم في كل مساراتها بموقف محلي مدعوم بموقف إقليمي لتكون المحصلة إطفاء الحرائق والاستمرار في نفس النقطة" لافتا إلى استمرار المبعوث الخاص بالتمسك بالمجلس الرئاسي وعدم الإشارة إلى عجزه ومساهمته فيما وصلت له البلاد وفشله في تحقيق التوافق الذي من اجله تم تعينه" .
وزاد نصية "بالرغم من الصراحة في الحديث عن الترتيبات الأمنية السابقة والتي كانت ترتيبات نهب كما قال المبعوث الخاص إلا انه لم يقدم رؤيته للترتيبات الجديدة التي أشار إليها وهل هي ترتيبات حقيقية تعتمد على مؤسسات أم مجرد تدوير للتشكيلات المسلحة فقط".
واختتم بالقول "نتمنى انه بعد هذه الصراحة أن تكون الحلول عملية وسريعة و بآليات واضحة نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية في اقرب وقت لاستعادة الدولة والحد من التدخل الخارجي".