يُقسم البعض المجموعات المسلحة في مدينة بنغازي إلى فريقين، فريق يتبع الدروع والأنصار وهم أفراد مدنيون وشباب صغار السن لا يحملون أي فكر أو عقيدة متطرفة وجلهم ليبيون، والفريق الثاني وهم من يتبعون مايعرف بتنظيم الدولة الإسلامية بعد مبايعتهم لأميرهم أبوبكر البغدادي، وهم متشددون يحملون أفكارا متطرفة بينهم أجانب، وفقا لموقع ليبيا 24.

وعلى الأرض وبحسب هذا التقسم فإن الفريق الأول هم المتواجدون في الصابري وسوق الحوت وأجزاء من قنفودة والهواري، في حين يتمركز الفريق الثاني في الليثي والقوارشة والهوراي وفي تخوم بوعطني وسيدي فرج، مع الإشارة إلى ورود معلومات بشأن وجود خلاف بين الفريقين ووصل إلى الاقتتال أحيانا.

ووفق هذا التصور – التقريبي – لمناطق سيطرتهم وتمركزهم فإنه لن يستغرب أن يقوم العناصر التابعين لما يعرف بتنظيم الدولة في مناطقهم بذبح أحد جنود الجيش والتمثيل بجثمانه لأن الجميع يعلم أنهم يصفون كل من يعارضهم بالردة والكفر ومصيره الموت “ذبحا”.

والمفارقة التي دحضت كل ادعاء بأن من يسيطر على سوق الحوت والصابري هم شباب عاديون لا يحملون أية أفكار متطرفة وأنهم “ثوار” هي حادثة ذبح الشاب “محمد الغناي” في عمارة الحلال بشارع عمرو بن العاص وهو أحد المتطوعين في كتيبة مشاة البحرية.

وبهذه الحادثة يثبت القول بأن كل الجماعات والفرق التي يواجهها الجيش في مدينة بنغازي باتت تحمل أفكارا متطرفة وكافة الأفراد التابعين للدروع والأنصار بايعوا من يسمونه بأمير المؤمنين “أبوبكر البغدادي” إما طوعا أو كرها.

وفي هذا الخصوص ذكر المسؤول الإعلامي في كتيبة الشهيد صلاح بوحليقة “شهداء الزاوية” وحيد الزوي أن الدروع وأنصار الشريعة انتهوا فعليا في بنغازي، في دلالة على أن “تنظيم الدولة” بات الآمر الناهي والمسيطر في المدينة.

ويتابع الزوي “ما سأقوله ليس من باب التخمين بل من واقع الأرض وتجميع لأجزاء من اعترافات لفارين تم القبض عليهم، فخروج بعض العائلات من مناطق الاشتباك سببه الأساسي تضييق الخناق من جماعة الدولة الإسلامية على مجموعات الأنصار والدروع وأهلهم في بنغازي”.

وأضاف المسؤول الإعلامي “تنظيم الدولة يفرض لبس الخمار والنظرة الشهوانية من التنظيم والنكاح بين الأعراق المختلفة الذي لايزال المجتمع يعتبره نوعا من السبة، إضافة إلى تضييق الخناق على الشباب المنظم للدروع داخل سوق الحوت”.

وأوضح الزوي أن معظم المتواجدين في سوق الحوت من الشباب المدخن ومتعاطي الأقراص المخدرة ومعاقري الخمور وهو أمر بات أعضاء التنظيم يقيمون الحد لأجله على هؤلاء الشباب.

وأفاد المسؤول الإعلامي أن طول الحرب وشدة المعاناة جعلت شباب تلك المنطقة يرجعون إلى عاداتهم السيئة ويجاهرون بها، والبحر لم يعد إلا ملك حصري لتنظيم الدولة والجرافات التي تتسلل إلى شواطئ بنغازي “دواعش” المراقبين “دواعش” وإجلاء الجرحى عن طريق “الدواعش” ومن يرسل الجرافات والقوارب لا يتعامل إلا مع “داعش” أما الأنصار والدروع عليهم بمراجعة المشرفين من “داعش”.

وأشار الزوي إلى أن سوق الحوت ووسط البلاد “دروع وأنصار”، وفندق ريجنسي تنظيم الدولة الشاطئ بأكمله للتنظيم وممنوع الاقتراب للدروع والأنصار، لافتا إلى أن اشتداد وضراوة القتال في جهة عمر بن العاص سوق الحوق والشوارع المؤدية لعمر بن العاص محاولات هي خروج فاشلة بعد رفض الممر الآمن لهم.

وأكد المسؤول الإعلامي أن اثنان من الدروع قتلوا في قاريونس منذ أيام بسبب التذمر والشكوى من طول أمد الحرب ورفض القتال، موضحا أنه لامجال للتراجع ظهورهم عليه رقابة إما الموت أو الموت وتناقص أعداد الدروع والأنصار وزاد عدد أفراد تنظيم الدولة جعلهم المسيطرين على الأرض.

وقال الزوي “إن داعش الآن تضع الدروع والأنصار في المقدمة وتغلق عليهم خطوط الرجعة وتقتل الفارين من المعركة وبذلك أصبح الجيش في وجوههم والتنظيم في ظهورهم فليس لهم إلا أن يقاتلوا أو يُقتلوا وهذه اللحظات أتساءل هل أدرك المنظمين للدروع والأنصار حجم الخطأ والكارثة التي وقوع فيها”.