ضغط الدم هو قوة دفع الدم على جدران الأوعية الدموية التي ينتقل خلالها لإمداد كافة أنسجة الجسم وأعضائه بالغذاء والأكسجين والماء والإنزيمات فيما يعرف بالدورة الدموية.
تبدأ الدورة الدموية مع انقباض عضلة القلب ليدفع بقوة كل محتوياته من الدم، فتنتقل بدورها من القلب إلى الشريان الأبهر أضخم شرايين جسم الإنسان ومنه إلى بقية الشرايين، ثم ينبسط القلب ليسمح بامتلائه بكمية جديدة من الدم المعبأ بالأكسجين لينقبض من جديد دافعا بشحنة جديدة إلى الشريان الأبهر مرة أخرى، وهكذا دواليك.
تبين الإحصاءات الطبية الأهمية الكبرى للحفاظ على ضغط الدم بحيث يكون في المتوسط 115/75 مليمتر زئبق، وأن زيادته عن هذا الحد تؤدي إلى إجهاد القلب والكلى، وقد يؤدي ارتفاعه إلى سكتة دماغية أو العقم المبكر عند الرجال.
ما هو مرض ارتفاع ضغط الدم؟
هو ارتفاع في قراءة ضغط الدم إلى أكثر من 140/90 ملم زئبقي في عدة قراءات في أوقات مختلفة، بحسب ويب طب.
ارتفاع ضغط الدم مرض شائع على مستوى العالم إذ تشير التقديرات إلى أن ربع سكان العالم مصابون به. وقد أثبتت الدراسات ان ارتفاع ضغط الدم إذا لم يعالج فانه يساهم في الكثير من المضاعفات كالجلطات القلبية والدماغية، الفشل القلبي، أمراض الكلى، والموت المفاجئ.
ما هي أسبابه؟
تشير الدراسات إلى أن ما بين 90 - 95% من حالات ارتفاع الضغط لا يوجد لها سبب واضح أو معروف وتكون هناك على الأغلب قابلية وراثية في هذه الحالات، بالإضافة إلى أنماط حياة غير سليمة تساهم في بداية المرض، بينما 5 إلى 10% من الحالات تكون لها أسباب معروفة كضيق الشريان المغذي للكلية أو متلازمة كون أو مرض كوشينج وغيرها من الأسباب.
كيف نشخصه؟
سمي ضغط الدم بالقاتل الصامت لأن المريض قد يعيش معه لسنوات دون أن يظهر عليه أية أعراض، وقد يكتشفه صدفة أو عند ارتفاع حدته بشكل كبير او بعد اكتشاف أحد مضاعفاته كالجلطات القلبية أو الدماغية أو الفشل القلبي أو الكلوي أو العمى، ويتم تشخيص المرض عن طريق أخذ قياس الضغط عدة مرات، على فترات زمنية مختلفة، بحيث يكون مجمل هذه القراءات أعلى من القراءة الطبيعية المسموح بها.
كيف نقيم وضع مريض الضغط؟
إن الخطوة التي تتبع تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم، هي إجراء بعض الفحوصات التي من شأنها تقييم وضع وظائف الاعضاء للتأكد من عدم تلفها او لتحديد اسباب ارتفاع الضغط في الحالات التي يوجد لها اسباب واضحة، ومن هذه الفحوصات:
-التخطيط الكهربائي للقلب والتصوير بالأمواج فوق الصوتية لعضلة القلب وذلك للتأكد من سلامة كهربائية القلب ومن عدم تضخم الحجرات البطينية للقلب.
-التأكد من وظائف الكلى وسلامتها للتأكد من عدم وجود تراجع في وظائفها قد تؤدي الى الفشل الكلوي في حال عدم متابعتها، وعمل صورة بالأمواج فوق الصوتية لشرايين الكلى للتأكد من عدم وجود أي انسداد فيها.
-عمل فحص نظر لشبكية العين للتأكد من سلامة الأوعية الدموية المغذية للعين.
- فحص السكر والكوليسترول والدهنيات، التي تعطي مؤشرات لإمكانية وجود ضيق في شرايين القلب والدماغ وغيرها بفعل كتل من الدهون والكوليسترول والتي قد تؤدي الى الجلطات القلبية والدماغية.
كيف تحمي نفسك من مرض الضغط؟
كما ذكرنا انفا فإن قرابة 95% من مرضى الضغط لا توجد لديهم أسباب واضحة للمرض، وإنما هي على الأغلب مزيج بين القابلية الوراثية للمرض وبين بعض أنماط الحياة السيئة. ولتجنب مرض الضغط فإنه ينصح بما يلي:
1- في حالة وجود قابلية وراثية للضغط اي ان هناك اقارب يعانون من مرض الضغط فانه ينصح بمراقبة دائمة لضغط الدم.
2- تغيير نمط الحياة، حيث بينت الدراسات ان مرضى الضغط الذين يعانون من ارتفاع بسيط او متوسط في الضغط قد لا يكونوا بحاجة الى العلاجات الدوائية وان تغيير نمط الحياة وتبني نمط صحي يكون كافياً للوصول الى ضغط دم طبيعي، ومن تلك الأنماط ما يلي:
- تقليل كمية الملح المستهلك في الطعام إلى اقل من 2.3 غرامات يومياً.
- تخفيف الوزن ليكون معامل وزن الجسم اقل من 25 كغم/متر مربع، كما ان كل كيلو غرام زائد تنقصه من وزنك ينقص من الضغط 1 ملم زئبقي.
- تجنب الكحول والتدخين التي تساهم في تصلب الشرايين وارتفاع الضغط.
- ممارسة الرياضة الهوائية لمدة 150 دقيقة اسبوعياً على الاقل.
هناك بعض العوامل التي لا يمكن التحكم بها كزيادة احتمال ارتفاع الضغط عند الذكور أو مع التقدم في العمر.
حتى في الحالات التي يستمر فيها ارتفاع الضغط بالرغم من تغيير نمط الحياة فإن مراجعة الطبيب لتنظيم الضغط عن طريق الأدوية يساهم في تجنب مضاعفات الضغط كالفشل في وظائف الأعضاء والجلطات القلبية والدماغية، وبالتالي يعيش المريض كأي انسان طبيعي لا يعاني من المرض.