عبر اللاجئون الأزواديون بموريتانيا عن ارتياحهم لمواقف كل من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والحركة العربية الأزوادية، الرافضة للتوقيع على اتفاق يقضي بإحالة ملف الوساطة بين الحركات الأزوادية وحكومة مالي إلى الجزائر، بدلا من بوركينا فاسو.

وحيا اللاجئون في بيان ما سمّوه "المواقف الثابتة للحركتين من اتفاق واغادوغو (عاصمة بوركينا فاسو) الذي تم توقيعه قبل أشهر بين حكومة مالي و الحركات الأزوادية كإطار لاستئناف حوار سياسي جاد حول القضية الأزوادية".

وأعلن اللاجئون الماليون المتمركزون بمخبم "امبرة" الواقع في أاقصي الشرق الموريتاني رفضهم العودة إلى بلادهم قبل التوصل إلى حل سياسي دائم، لإنهاء الصراع التاريخي في أزواد، وفق ذات البيان.

ويقدر عدد نازحي مخيم امبره بحوالي 70 ألف لاجئ، قدموا من الشمال المالي بعد الأحداث الأمنية التي عرفتها البلاد منذ مارس  2012.

وكانت المفاوضات بين حكومة مالي والحركات الأزوادية قد توقفت في أواخر سبتمبر  2013، بسبب الخلاف حول وضع الإقليم.

ووقع خلاف بين الحركات الأزوادية المالية، بشأن التوقيع على اتفاق يقضي بإحالة ملف الوساطة بين الحركات وحكومة مالي إلى الجزائر، بحسب إذاعة فرنسا الدولية.

وتطالب الحركات الأزوادية بحكم ذاتي لإقليم أزواد (شمال مالي)، وهو ما ترفضه الحكومة المركزية التي ترى أن مشكلة الشمال هي مشكلة تنموية بالأساس وأن المفاوضات يجب أن تتركز حول قضايا التنمية فقط.

وإقليم أزواد اسم غير رسمي لمنطقة في شمال مالي تضم مدن تمبكتو، وكيدال، وغاو وجزء من مدينة موبتي.

ودخلت الجزائر مؤخرا على خط الصراع بين الحكومة المالية، والحركات الأزوادية، ونجحت في التوصل إلى هدنة لوقف القتال بين الجانبين في نهاية شهر ديسمبر ، إلا أن الحركات الأزوادية انقسمت فيما بينها بشأن إحالة ملف الوساطة إلى الجزائر.

ففي الوقت الذي رفضت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، وبعض أعضاء "المجلس الأعلى لوحدة أزواد"، و"الحركة العربية الأزوادية"، (وهي الحركات الأزوادية الرئيسية في مالي)، إحالة ملف الوساطة للجزائر، وافق عليه أعضاء آخرون بـالمجلس الأعلى والحركة العربية، بحسب إذاعة فرنسا الدولية.

وقالت الإذاعة، الأحد، إن "الفصائل الأزوادية الرئيسية ترفض التوقيع على هذا الاتفاق الذي يؤسس لاستئناف المفاوضات من جديد مع سلطات مالي دون اشتراطات مسبقة".

وكانت مالي قد شهدت انقلابا عسكريا في مارس  2012، تنازعت بعده "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين"، السيطرة على مناطق شمالي البلاد، قبل أن يشن الجيش المالي، مدعومًا بقوات فرنسية، عملية عسكرية في الشمال يناير  الماضي؛ لاستعادة تلك المناطق.