قطع جان علي رضائي رحلة طويلة من أفغانستان إلى اليونان، بحثاً عن حياة أفضل لابنيه. لكنه وجد نفسه مضطراً للإقامة في مخيم موريا للاجئين بجزيرة ليسبوس الذي تتناثر فيه القاذورات، ويشيع فيه الشجار للظفر بالطعام، ويستشري فيه العنف.
وتعين عليه في ظل تكدس المخيم أن يشارك 16 شخصاً في خيمة صغيرة. وقال: "لو كنت أعلم ما عليه الحال هنا لما أتيت، فالموت أفضل من هذا".
ويعيش أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق، في مخيم موريا. وكان المخيم قاعدة عسكرية سابقة، وافتتح في 2015 كمركز لتسجيل الوافدين، لكنه يسع الآن أربعة أمثال طاقته الاستيعابية.
وقال رضائي: "خضنا رحلة شاقة للغاية وعبرنا البحر للوصول إلى هنا. لكن انظروا إلى أطفالي تغزو الحشرات أجسادهم.. انظروا! زوجتي وابناي وأنا.. الحشرات تنال منا جميعاً. لدينا 16 شخصاً يعيشون في خيمة واحدة مصممة لتسع أربعة فقط".
وشكا مهاجرون آخرون من الأمطار والبرد والمرض ونقص الطعام والمياه وغياب الأمن ومن المراحيض القذرة.
وقالت الإيرانية خديجة، إن "معارك تنشب على الخبز في طوابير الطعام".
ويئن مخيم موريا تحت وطأة اكتظاظه بآلاف المهاجرين، وهو عدد كبير للغاية دفع الكثيرين للجوء إلى الحقول المجاورة.
وتوفيت، الأحد، امرأة أفغانية في حريق أتى على حاوية شحن كانت تستخدم للسكنى، مما أطلق شرارة احتجاجات عنيفة.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في ليسبوس أستريد كاستلين: "أي شيء يمكن أن يحدث، سواء معركة أو حريقاً أو أمراضاً معدية، فالوضع خطير حقاً".
وأفادت مفوضية اللاجئين، بأن هناك إجمالاً نحو 14400 مهاجر في ليسبوس. وأقيم موريا ليسع ثلاثة آلاف.
وذكرت كاستلين، أن ثمة حاجة لنقل مزيد من المهاجرين بعيداً عن الجزر، مشيرةً إلى ضرورة اقتسام دول الاتحاد الأوروبي عبء اللجوء.
وقالت: "هناك بالتأكيد دعم من الاتحاد الأوروبي، لكن سيكون من الأفضل إذا كان النصيب (من المهاجرين) متناسباً قليلاً".