مع تواصل الانتهاكات التركية للقرارات الدولية واستمرارها في نقل المرتزقة والارهابيين وشحنات السلاح الى الأراضي الليبية لتأجيج الصراع فيها،يواصل الجيش الوطني الليبي توجيه أنظاره الى مدينة مصراتة التي تحولت الى قاعدة خلفية للتحركات التركية وذلك في محاولة لردع أي محاولات للتقدم نحو الخطوط الحمراء التي وضعتها القيادة العامة.

وفي تطور جديد،أعلن الجيش الوطني الليبي استهداف مواقع وتمركزات للمرتزقة المدعومين من قبل تركيا شرقي مدينة مصراتة.وأفادت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي عبر صفحتها على موقع فيسبوك، صباح اليوم الخميس، بأن "مقاتلات سلاح الجو بالقوات المسلحة الليبية استهدفت مواقع وتمركزات للحشد الميليشاوي ومرتزقة الغزو التركي في وادي بي ومنطقة أبونجيم شرق مصراتة".

ويأتي ذلك في سلسلة غارات جوية، شنها الجيش الليبي، خلال اليومين الماضيين، واستهدف على إثرها، عدة مواقع و تمركزات للميليشيات والمرتزقة شرق مدينة مصراتة.زنقل موقع "ارم نيوز" الاخباري عن الضابط في عمليات السلاح الجوي الليبي معتز العمراني،قوله إن "الغارات الجوية استهدفت أنظمة الدفاع الجوي التي قامت القوات التركية بنصبها في عدة مواقع بمنطقة القلعة و جسر السدادة شرق مصراتة".

وأشار العمراني، إلى أن "طيران الجيش الليبي استطاع تدمير نظام دفاع جوي تركي تم نشره مؤخرًا في المنطقة".مضيفا أن "الضربات الجوية استهدفت الدفاعات الجوية التركية، التي تم تركيبها مؤخرًا في السدادة، حيث تحشد الميليشيات مقاتليها شرق مصراتة في محاولة للهجوم على مدينة سرت".

وتعهد الجيش الوطني الليبي بمواجهة المخاطر التي باتت تمثلها المليشيات والمرتزقة الموالون لتركيا،أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري،الأربعاء 12 اغسطس 2020، أن القوات المسلحة الليبية اتخذت كل التدابير اللازمة لمواجهة أي تطور في منطقة شرق مدينة مصراتة.

وأوضح المسماري، خلال مؤتمر صحفي،إنه تم رصد نقل تركيا لإرهابيين من معسكرات في الصومال إلى مصراتة بدعم وتمويل قطري.وتابع المسماري، أن تركيا دربت ونقلت مرتزقة من منطقة القرن الأفريقي إلى مصراتة، مشيراً إلى أن الجيش الليبي اتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي تطور بالمدينة.

واتهم تركيا بتحويل قاعدة "عقبة بن نافع" في منطقة الوطية إلى نقطة دعم وغرفة عمليات بالمنطقة، حيث يصلها يوميا طيران شحن عسكري تركي يحمل المرتزقة والسلاح.ونوه إلى أن أردوغان قام بتحويل مدينة مصراتة إلى قاعدة إدارية وسيطر على الميناء والمطار وغيرها، ملمحا إلى رصد آلاف الإرهابيين قادمين من 60 دولة إلى ليبيا وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية ضد الليبيين.

وتعد مدينة مصراتة أهمَ نقطة عسكرية، غربي البلاد،وتضم اقوى المليشيات التي تملك مخزونا ضخماً من الأسلحة المتطوّرة.ولعبت المدينة الواقعة 200 كم شرق طرابلس، دوراً كبيراً وحاسماً في تأخير بسط سيطرة قوات الجيش على العاصمة طرابلس وتحريرها من الميليشيات المسلّحة، بعدما أرسلت آلاف المقاتلين للمشاركة في القتال، وصدّ تقدّم الجيش نحو وسط العاصمة.

وعقب ذلك تحولت المدينة الى قاعدة خلفية للتدخل التركي،الذي استخدمها كبوابة لوصول الدعم اللوجيستي للمليشيات وذلك عبر مطارها الذي استقبل العديد من الرحلات التي كانت تنقل المرتزقة والارهابيين،فيما أستخدم ميناء المدينة لنقل الآليات والمدرعات التركية.ونشرت تركيا طائرات مسيّرة من طراز "بيرقدار" في مصراتة،بمحيط القاعدة الجوية في المدينة.وفق ما كشفته صور بالأقمار الاصطناعية.

وفي يوليو الماضي،أكد المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري،في مؤتمر صحافي، أن تركيا بدأت بتحويل مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عملياتها وللانطلاق نحو منطقة الهلال النفطي، حيث اتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة، وأرسلت لها المعدات والقوّات.

وتسعى تركيا عبر المليشيات المدعومة بالمرتزقة والارهابيين لشن هجوم على مدينتي سرت والجفرة للسيطرة على الحقول النفطية.وأعلن علن الجيش الوطني الليبي،الأربعاء،استهدافه رتلا مسلحا يتكون من عدة آليات مسلحة تابعة لميليشيات مصراتة مدعومة ببعض عناصر المرتزقة السوريين، في منطقة وادي بي غربي مدينة سرت.

ووفقاً لموقع "سكاي نيوز" الاخباري، قالت مصادر ليبية إن المجموعة، التي تدعمها المرتزقة الأتراك، كانت تحاول التسلل للمدينة، حيث قام الطيران بقصفها مما أدى الى تدميرها بالكامل.ويمثل "وادي بي"  نقطة اقتراب استراتيجية نحو خط مدينتي سرت والجفرة من الجهة الشمالية الغربية لدفاعات الجيش الوطني الليبي.

وجاء ذلك، بعد يوم واحد من استهداف قوات الدفاع الساحلي التابعة للجيش لقارب اخترق الحظر البحري أمام شواطئ راس لانوف، ما أدى إلى تدميره ومقتل كافة العناصر التي كانت على متنه.وقال المتحدث باسم القيادة العامة للجيش اللواء أحمد المسماري إن استهداف القارب حدث عقب دخوله منطقة الحظر وعدم استجابته لنداءات التحذير المتكررة.

يشار إلى أن تركيا والوفاق أعلنتا سابقا أنهما تشترطان السيطرة على سرت وقاعدة الجفرة من أجل وقف إطلاق النار الذي تدعو إليه الأوساط الدولية والأممية، بهدف استئناف المفاوضات بين الأطراف المتنازعة.وتتمسك حكومة السراج وحليفها التركي بالسيطرة على مدينة سرت التي تعتبر مدينة استراتيجية فيما يرفض الجيش الوطني الليبي التخلي عن المدينة.

وتتمتع مدينة سرت الساحلية، بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب في ليبيا، وتقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.وكان الجيش الوطني الليبي سيطر عليها في كانون الثاني/يناير 2020، وتمكن من دخولها من دون معركة تقريباً.