قال وزيرا الدفاع والخارجية البريطانيان السابقان ليام فوكس ووليام هيغ في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية ، إن ليبيا تُرِكت في "حالة رهيبة" لأن الغرب فشل في اتخاذ إجراءات "قوية" في أعقاب سقوط معمر القذافي.
وأضافا بأن بريطانيا كانت تعلم أن أسلحة يتم نقلها من الدولة المنهارة لكنها كانت عاجزة عن التصرف لأنه لم يكن لديها قوات برية على الأرض.
كما اعتبرا أن الانتخابات السريعة مهدت الطريق لنجاح الإسلاميين الراديكاليين.
وقال وزير الدفاع السابق الدكتور فوكس للجنة إنه كانت لديه مخاوف في الشهور التي تلت وفاة الدكتاتور حول كيفية تطوير الخطط على أرض الواقع لتشكيل حكومة جديدة، فضلا عن طبيعة التدابير التي يجري اتخاذها للسيطرة على الأسلحة في ليبيا، وكيف سيتم التوفيق بين الفصائل المتمردة ، مؤكدا أن بريطانيا كانت على علم بأن مخزونات من الأسلحة كان يجري نقلها خارج ليبيا ولكنها لم تتمكن من منع هذه القوافل خوفا من أن يكون بينها مدنيون.
"لقد كان ذلك، ولا يزال، نتيجة حتمية لعدم وجود قوات تمنع تسرب أسلحة من هذا النوع".
وردا عن سؤال حول ما إذا كانت فرنسا اتخذت قرار الحرب دون أن تخبر لندن ، قال الدكتور فوكس إنه "لم يكن" يعرف أي شخص في الحكومة كان على علم بضربات جوية وشيكة.

وقد وصفت فرنسا بأنها تحت قيادة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي كانت القوة الدافعة للتدخل العسكري، "تحديد جدا" منذ البداية.
وذهب المحافظ جون بارون عضو اللجنة إلى أن الفرنسيين كانوا حريصين على التورط عسكريا لأنهم أرادوا إظهار أجهزتهم العسكرية لزيادة مبيعاتهم من الأسلحة.
غير أن الدكتور فوكس أجاب : "أعتقد أنه ليس من العدل أن يصنف الأمر بهذه الطريقة" ، معتبرا أن "حرص" رئيس الحكومة الفرنسية على أن تكون بلاده في الطليعة راجع إلى رغبتها في إظهار ان البلاد "لاعب جدي" بعد "تلكؤ" الولايات المتحدة في المشاركة في التدخل ضد ليبيا.
وأضاف في السياق ذاته: "أعتقد أن من المحتمل أن يكون ذك الدافع أقوى ، من مجرد رفع مبيعات الدفاع".
كما تابع الدكتور فوكس أنه لم تكن هناك "شهية" للعمل العسكري لدى الجيش وأنه ما كان ليكون الصراع الآن في ليبيا لو أن القذافي بادر إلى الانسحاب ، مؤكدا أنه "لم تكن هناك خطة لتغيير النظام" في ليبيا.

من جانبه ، قال اللورد هيغ للنواب إن المرحلة الانتقالية كانت سريعة جدا ، وأن الانتخابات السريعة كانت تعني وجود شخصيات بارزة في الحكومة الانتقالية التي اختفت بسرعة كبيرة جدا.
واعترف "بالتأكيد كان هناك نجاح للمرشحين الإسلاميين الراديكاليين" في الانتخابات.
وقال وزير الخارجية السابق إن مساعدة الأمم المتحدة لم تكن "ليست حاسمة بما فيه الكفاية" وان المنظمة فشلت في أن تكون "حازمة" في تنفيذ خطط لمجالات حيوية مثل قطاع الشرطة.
"أحد الدروس المستفادة من هذا ، ليس هو أن المرحلة الانتقالية أخذت وقتا أطول ، وليس أنه هناك نقص في التخطيط". ليخلص اللورد هيغ إلى القول "إن ليبيا في حالة مروعة."
مؤكدا أنه كانت لبريطانيا "الكثير من الخطط ولكن لم تكن هناك سلطة في ليبيا لتنفيذها."