يشهد  الوضع الأمني توثرا  بين ورشفانة والزاوية  منذ اجتياح ميليشيات فجر ليبيا لمنطقة ورشفانة في سبتمبر 2014 ، حيث ارتكبت ميليشيات فجر ليبيا أنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بورشفانة و مارست جرائم فضيعة وعمليات قتل للمدنيين وحرق وهدم  للبيوت و سرقة ونهب للممتلكات ، ورغم نجاح ورشفانة في طرد ميليشيات فجر ليبيا من الحدود الادارية لورشفانة في أبريل 2015 ، وابرامها اتفاق سلام مع التشكيلات المسلحة التابعة لمصراتة برعاية أعيان ومشائخ ومشاركة شخصيات سياسية كانت تعمل من وراء الكواليس من ورشفانة ومصراتة عملت على عقد اجتماعات في القاهرة وتونس والعزيزية  ، وفي الوقت الذي استطاعت فيه مصراتة طي صفحة الماضي مع ورشفانة وفتح قنوات تواصل وحوار مع قيادات ورشفانة السياسية العسكرية والاجتماعية ، فان عدد من ميليشيات مدينة الزاوية لم استمرت في عدائها مع جيرانها ولم تستطع تأمين حدودها الشرقية  وعزلت نفسها عن العاصمة طرابلس باكوام من التراب ، تحت تاثير الاعلام وشخوص سياسية رات فيما يحدث مناسبة لتصلب الموقف بين الجيران والاصهار وزيادة وثيرة الفتنة بينهم ، وفشلت القيادات السياسية والاجتماعية والعسكرية للزاوية  في فهم مايحدث في ورشفانة  وغابت عنها الروئية المستقبلية واختارات مسار العداء بدل الوفاق وعجزت عن تقديم مشروع مصالحة ينهي الخلاف وفي أن تبرم اتفاق سلام مع ورشفانة رغم اواصر النسب والقرابة وعلاقة الجوار ، ويرجع ذلك إلى الانقسام السياسي والاجتماعي الذي تشهده الزاوية وسيطرة تيار معين على مقاليد الامور في الزاوية ، كما أن الخلافات والاشتباكات التي تشهدها الزاوية بين الحين والاخر قد صعب عليها أن تتخد القرار المناسب وتعترف بما ارتكبه ابنائها من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في حق السكان المدنيين من ورشفانة .

 

 تداعيات الحرب الباردة بين ورشفانة والزاوية  

 شهدت العلاقات بين ورشفانة والزاوية توتر كبير بعد حادث تحطم مروحية قبالة سواحل الماية شمال ورشفانة نهاية أكتوبر 2015، ما نجم عنه إغلاق الطريق الساحلي غرب العاصمة طرابلس في خطوة، بدايتها اتخذتها الزاوية ضد عابري الطريق الحيوي ، وقد استغلت بعض الاطراف السياسية والقنوات الاعلامية هذا الحادث، بينما الزاوية دون أن تدري إلى حرب باردة مع جيرانها الدين حاولوا عدم الانتقام منها في نشوة النصر عند استردادهم ارضهم في موقف سيخلده التاريخ السياسي والعسكري .  

مبادرات ومساعي فتح الطريق . 

جرت مفاوضات بين لجنة المدن المتضررة من إغلاق الطريق الساحلي  وهي 16 مدينة، وأعيان وقادة عسكريين من مناطق ورشفانة، 

غيرأن  الحرب الباردة استمرت  بين ورشفانة والزاوية فقد عجزت كل الوسطات في أن تنجح في فتح الطريق الساحلي  ،والممتد من جنزور حتى مدينة الزاوية ، الذي تسيطر عليه ورشفانة ومنعت حركة المرور منه، ورغم  الاتفاق علي تشكيل قوة أمنية لحماية طريق الساحلي من كوبري الـ 17 إلي كوبري الـ 27 والذي يطلق عليه شعبيا كوبري التوبة ( كوبري 27 )  ، وبعد سلسلة من الاجتماعات مع حكومة الانقاذ وأعضاء من المؤتمر الوطني العام المنتهي ولايته الا أن كل الجهود بات بالفشل ، فقد رفضت ورشفانة وجود اي قوة ستوكل لها مهمة تأمين الطريق والتعامل معها ، الا بعد تلبية شروطها ، وسهلت للمدن الاخري غربي العاصمة  حرية المرور من طرق ورشفانة الداخلية والطريق الرئيسي الرابط بين العزيزية و طرابلس 

 

شروط ورشفانة لفتح الطريق الساحلي

 

تسعى ورشفانة إلى حل مشكلة الطريق الساحلي وفتحه  للعاربين وذلك بعد أن عملت ميليشيات مسلحة من الزاوية بحفر الطريق ومنع العبور منه وفصلت بذلك مدن الغرب الليبي عن العاصمة طرابلس في خطوة هى الأولى من نوعها بعد حادثة الطائرة العمودية ، لذلك فان ورشفانة لديها مطالب تسعى إلى تحقيقها من خلال فتح الطريق الساحلي وابرام مصالحة وطنية شاملة مع الزاوية لكي تطوي صفحة الماضي وتتمثل هذه المطالب في الآتي : 

1-اعتراف الزاوية بالجرائم التي ارتكبتها الميليشيات التابعة لها وتقديم اعتذار عن ما حصل لمدن ورشفانة من انتهاكات لحقوق الانسان وجرائم ضد الإنسانية ، والتي ارتكبت في حق أهالي ورشفانة والمتساكنين معهم من القبائل الاخرى   

2- اعطاء كل ذي حق حقه والقصاص من مرتكبي الجرائم ودفع الدية وفقا للشريعة الإسلامية ، و جبر الضرر والحصول على التعويض العادل ، من خلال تعويض السكان المدنيين عن بيوتهم التي حرقت وهدمت وسرقت ، ورد المظالم واسترجاع الممتلكات المسروقة من منطقة ورشفانة أبان اجتياح ميليشيات فجر ليبيا للمنطقة . 

3- تسليم قوائم من ارتكب جرائم القتل والحرق والسرقة والتدمير للقضاء .  

4- أخلاء سبيل جميع أبناء ورشفانة المحتجزين على الهوية ، وايقاف عمليات القبض والخطف على الإنتماء الإجتماعي والهوية المحلية . 

5- التعهد بعدم الاعتداء على أراضي ورشفانة او المشاركة في أجتياحها

6- رفع الغطاء الإجتماعي عن كل المسلحين الذين ارتكبو جرائم حرب في ورشفانة.