قد تعتقدين أن لديكِ الكثير من الصديقات ولكن مع دخولك في رحلة الحمل واقتراب الولادة، يصبح التعرف على أمهات أخريات أمرًا لا مفر منه. فمع اقتراب وقت الولادة تبدأ الأم في الاستعداد لاستقبال مولودها الصغير بالبحث والاستماع من جميع من يحيطون بها عن مرحلة الولادة والتحضير لها، وكيفية التعافي بعدها والتعامل مع حديثي الولادة وفهم احتياجاتهم.

ستشعرين في هذه الفترة بالحاجة إلى من يفهمك، ولن يفهمك سوى من يختبر نفس التحديات التي تواجهينها أو قد اختبرها من قبل، وانطلاقًا من هذه النقطة، فعليكِ تكوين صداقات مع أمهات جديدات مثلكِ.

ما ضرورة التعرف على أمهات أخريات قبل الولادة؟

•             التعرف على معلومات عن الحمل والولادة والأمومة من مصادر حقيقية خاضت التجربة بنفسها، بحيث يمكن للأم الاستفسار من هؤلاء الأمهات عن تجاربهن وكيف واجهن متاعب الحمل أو الولادة أو بعد ذلك. ويسهم ذلك في تخلص الأم الحامل من مخاوفها وتهيئتها نفسيًا لمرحلة الولادة.  

•             تبادل المعلومات الإيجابية المفيدة بين الأمهات، حيث يمكن لكل أم حامل مشاركة واحدة أو أكثر من المعلومات المهمة التي تعرفت عليها حديثًا ولم تكن على علم بها من قبل، فتفيد غيرها من الأمهات الحوامل وتستفيد هي الأخرى من تجربة إحداهن.

•             الاستفادة من نصائح الأمهات الأخريات اللاتي خضن تجربة الولادة من قبل حول الولادة، وطرق التعامل مع الطفل، وكيفية فهم احتياجاته والعناية به والطريقة المناسبة للرضاعة والنوم.

•             تخفيف العبء النفسي أو الخوف الذي قد يساور بعض الأمهات من عملية الولادة، إذ تستطيع الأمهات اللائي خضن تجربة الولادة من قبل بث روح الطمأنينة والشجاعة والمشاعر الإيجابية في نفوس الأمهات الحوامل، ولكن دون أن يتطرقن لأي مشكلات أو متاعب قد واجهنها خلال الولادة أو بعد ذلك.

•             إمكانية طرح أي أسئلة قد تخجل الأم من طرحها على الطبيب، فمع التعرف على المزيد من الأمهات سيمكنها الاستماع إلى آراء أو إجابات مختلفة عما يدور في عقلها حتى ولو كان أمرًا بسيطًا.

•             المساعدة في وقت الحاجة، فقد تحتاج الأم إلى مساعدة من أي من هؤلاء الأصدقاء في أي وقت، وهو أمر وارد فاليوم هي بحاجة إلى المساعدة وغدًا ستساعد غيرها.

كيف يمكنكِ التعرف على هؤلاء الأمهات؟

يمكن للأم المشاركة في بعض الدورات المخصصة لتقديم دروس عن مرحلة ما قبل الولادة، والمساعدة في التعرف على طرق الاستعداد للمخاض، وتأهيل الجسم للولادة وتقنيات التنفس أثناء الولادة، وكيفية التعامل مع الطفل بعد ذلك.

ويمكن للأم كذلك حضور الدورات الخاصة بالرضاعة الطبيعية وتجهيز الثدي لعملية الرضاعة ومعرفة طرق الرضاعة الصحيحة، وخلال هذه الدورات سيمكنها التعرف على أمهات يخضن تجربتها نفسها، وبالتالي سيعملن على نشر الدعم النفسي المطلوب في هذه المرحلة لكل أم.  

إذا كنتِ حاملًا لأول مرة فيفضل الحديث مع حوامل لأول مرة مثلكِ، لتبادل أي معلومات مفيدة نَمَت إلى علم أي منهن، ومشاركتهن في شراء احتياجات المولود الجديد وتقديم الدعم النفسي فيما بينكما، خاصة أنهن يختبرن الظروف نفسها التي تتعرضين لها أو ظروفًا مشابهة.

بينما يمكنكِ استشارة طبيبك أو صديقااك الموثوق بهن بشأن أي استفسار تودين التعرف على إجابته، وذلك حتى لا تتأثري بأي خبرات سلبية سابقة خاضتها أي من الأمهات اللاتي حملن من قبل، خاصةً أن لكل امرأة تجربة مختلفة تمامًا في الحمل والولادة وما بعد الولادة.      

وأخيرًا، احذري من التعرف على بعض الأنواع من الأمهات ممن لا يعرفن عن الحمل والأمومة سوى الإرهاق والمتاعب والضغوط وانعدام الراحة، فهن مصدر للطاقة السلبية. وتأكدي من استخلاص النصائح الجيدة والمفيدة، وتجاهلي السيئ منها  وقصص الرعب المبالغ فيها عن آلام الولادة ومتاعب ما بعد الولادة.


* نقلا عن موقع سوبر ماما