تطرقت الصحفية الإيطالية روسانا ميراندا في مقال نشر على الموقع الإيطالي لا فورميكا 17 يوليو 2014، إلى طلب الحكومة الليبية من مجلس الأمن التدخل في بلاده، غداة تصاعد الاشتباكات المسلحة للسيطرة على مطار طرابلس، بين "جماعات إسلامية مسلحة " و"كتائب الزنتان".

 واعتبرت أن عجز الحكومة عن السيطرة على الأوضاع المتأزمة وتكرار حدوث الاشتباكات المسلحة -التي زادت من حدَة الفوضى وانعدام الأمن-، دفع بها إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء واعتبار أن التدخل الدولي في البلاد، قد يحل الأزمة وحالة انعدام الاستقرار، التي تعاني منها ليبيا منذ ثلاث سنوات.

 يأس

 وأشارت الصحفية الإيطالية روسانا ميراندا إلى أن الليبيين على حافة اليأس، حسب تعبيرها، فالاشتباكات بين الكتائب من أجل السيطرة على المطارات وانتشار العنف، أثرا بصفة سلبية على  الاستقرار الوطني وإنتاج النفط، وقد تم سحب موظفي الأمم المتحدة لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن.

 وأمام العجز على فرض سلطة القانون وضمان الأمن في البلاد، قررت الحكومة الليبية  أن تطلب  تدخل قوات دولية قد تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، خلال دعوة وجهها وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز أثناء اجتماع مع ممثلين عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن في نيويورك، وقد أوضح  المتحدث باسم الحكومة الليبية أحمد الأمين، في مقابلة نشرت بصحيفة الشرق الأوسط، أن قرار إرسال البعثة الدبلوماسية لهذه المهمة قد تقرر في الاجتماع الأخير للحكومة، أثناء تسارع وتيرة المعارك للسيطرة على المطار.

 

 وقد رفض مجلس الأمن الطلب الليبي بإرسال قوات دولية إلى ليبيا لحفظ الأمن، ووفق مراقبين إقدام الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على تبني قرار بتدخل قوات أجنبية على الأرض، قد يساهم في تأجيج الوضع الأمني، ليس في ليبيا وحدها، ولكن في محيطها الإفريقي والعربي على حد سواء، في ظل انتشار جماعات مسلحة على مساحات شاسعة ، يصعب مقاتلتها أو السيطرة عليها.

وأضاف خبراء سياسيون أن أمن الطاقة الأوروبي، وتحديداً الإيطالي، يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز الليبيين، خصوصاً بعد تفاقم الأزمة الأوكرانية الحالية، وبالتالي لن تقدم الدول الكبرى على التدخل عسكرياً تحسّباً لاستهداف حقول ومرافئ البترول الليبي من قبل جماعات مسلحة، على غرار ما حصل في المنشأة النفطية الجزائرية في عين أميناس، جنوبي الجزائر، خلال شهر يناير من عام 2013.

فوضى

ولفتت كاتبة المقال إلى أن مدير مركز رصد استراتيجيا الشرق ( كوسمونيتور) برنارد سلوان الخوري قد صرح لإذاعة فاتيكان حول التدخل الدولي في ليبيا، أن الليبيين أثناء الثورة كانت مواقفهم واضحة ، حيث ساندوا قوات حلف شمال الأطلسي  (الناتو) والقوات العربية، وخاصة المدعومة من قبل قطر وذلك بهدف الإطاحة بنظام معمر القذافي ، ومع نهاية الحرب عبر الليبيون في عديد المناسبات أنهم قادرون لوحدهم على بناء ديمقراطيتهم، لكن الأحداث المتسارعة في البلاد، تشير إلى أن البناء الديمقراطي يواجه عقبات كبيرة.

ووفقا للمحلل، من الواضح أن ليبيا قد سقطت في حالة من الفوضى، وأن التدخل اليوم لن يكون مثل السابق قبل عامين، لأن هناك انتشار هائل وخطير  للأسلحة، ولكن قبل كل شيء هناك وجود قوي لتنظيم "القاعدة" و"الجهاديين" و هم يتمتعون بخبرات قتالية جراء تجارب سابقة في العراق وأفغانستان، ولهم من القدرة على القيام بهجمات عنيفة ضد القوات الغربية.

ولفتت الصحفية الإيطالية أن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ذكر في تصريح لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية أن "أوروبا قد صرفت المليارات من أجل الحفاظ على علاقتها مع نظام القذافي، لكن أوروبا الآن تدعي أنه ليس لديها الأموال الكافية لدعم عملية الانتقال الديمقراطي."

وختمت الصحفية مقالها بالتأكيد على أن السياسة الخارجية الإيطالية تجاه ليبيا ما زالت ضعيفة، في ظل تسارع الأحداث الأخيرة، رغم ما تمثله من أهمية من الناحية الاقتصادية وعلى مستوى الأمن القومي.