خلال السنوات الثلاث الماضية، قام ربما أكثر من 100 متدرب في سلاح الجو الليبي بتداريب في أكاديميات القوة الجوية الأجنبية.

وبدأ معظمهم تدريباتهم في عامي 2012 و 2013 قبل انقسام الحكومة الليبية إلى قسمين – لتقتسم الحكومتان سلاح الجو الليبي بينهما.

والآن ، المشكلة هي على الشكل التالي. تصور أنك طيار عسكري ليبي وتخرجت للتو من التدريب في الخارج، فأي سلاح جو ليبي ستنضم إليه ؟ سلاح الجو الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس (فجر ليبيا)، أم سلاح الجو للجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر في طبرق؟ ويبدو أن معظمهم يختارون طبرق.

في 20 يوليو 2016، تخرج 110 طلاب من كلية القوة الجوية المصرية بعد ثلاث سنوات من الدراسة، منهم خمسة وثلاثون ليبيا، وفقا لمصادر ليبية. منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الميداليات لأوائل الخريجين من مصر، فلسطين، الكويت، ليبيا، السودان وجنوب السودان.

وفي 29 يوليو الماضي، قام الملحق العسكري الليبي في مصر بتكريم كبار الضباط الليبيين المتخرجين من أكاديميات الجيش والبحرية والقوات الجوية المصرية. مصر تدعم حكومة طبرق وحفتر وحتى زودته بثماني مقاتلات سابقة لسلاح الجو المصري من طراز ميغ 21MF وما لا يقل عن 10 طائرات هليكوبتر من طراز Mi-8T، فضلا عن قطع الغيار والفنيين والمهندسين.

وهكذا يبدو من المنطقي أن الطيارين الخمسة والثلاثين الجدد من المحتمل أن ينضموا إلى الجيش الوطني الليبي، والذي اعتبارا من سبتمبر 2016 كان يتوفر على ثلاث طائرات ميغ 21UMs في الخدمة مع السرب 1021.

وهذه الطائرات ثنائية المقعد تستخدم على حد سواء للتدريب وكقاذفات قنابل. في 18 مايو عام 2016، تحطمت طائرة رابعة للجيش الوطني الليبي من طراز ميغ 21UM بسبب عطل فني أثناء إقلاعها في مهمة تدريب من القاعدة الجوية جمال عبد الناصر، مما أسفر عن مقتل الطيار امحمد ربيع الشوا وإصابة مساعد الطيار، عبد القادر محمد.

وكان الشوا سوريا، وانضم إلى سلاح الجو الليبي في عام 1981 كمدرب على طراز ميغ 21 وقام بتدريب عدد كبير من الطيارين لسرب 1021.

تدريب على الطائرات الكبيرة في باكستان

في عام 2014، قبل انشقاق الحكومة الليبية، سافر 99 طالبا عسكريا ليبيا إلى باكستان للتدريب. ومع الانقسام بين طبرق وطرابلس، وعدم دفع الرواتب، أُجبر 44 طالبا على العودة إلى ديارهم، وبقي فقط 55 في باكستان اعتبارا من ديسمبر 2015. استمرت مشكلة دفع الرواتب.

ولكن اعتبارا من أغسطس عام 2016، بقي مالا يقل عن تسعة طلاب ليبيين في أكاديمية سلاح الجو الباكستانية التي يوجد مقرها في تشاكلالا. حقيقة أن الطلاب الليبيين ما زالوا يدرسون في باكستان يعني أن شخصا ما حل جزئيا على الأقل مشكلة الدفع، ولكن من الصعب أن نقول بالضبط من الذي دفع. ومرة أخرى، فإن حكومة طبرق هي الراعي المحتمل.

في الواقع، ومع حلول نهاية شهر يوليو عام 2016 ، أصبحت القوة الجوية لـ"فجر ليبيا" مفلسة وعاجزة حتى عن الدفع للطيارين والمهندسين المرتزقة لها - وكثير منهم غادر ليبيا على الفور. ولكن هنا المفارقة. فسلاح الجو التابع للجيش الوطني الغني نسبيا بالموارد لا يتوفر في الواقع لا أسطول كبير من طائرات النقل، في حين أن "فجر ليبيا" "الفقيرة" تمتلك على الأقل واحدة من طراز C-130H - الرقم التسلسلي 118 - بالإضافة إلى -32P و ايل-78. ويقوم طيارون مخضرمون بالتحليق بهذه الطائرات هذه إلى جانب عدد قليل من المرتزقة السودانية.

ويبدو أنه من المنطقي أكثر أن تقوم طرابلس برعاية الطيارين المتدربين، بما أن لديها طائرات يمكنهم أن حلقوا بها. ولكن الطائرات لا تهم إذا كانت حكومة الوفاق الوطني لا يمكن ان تدفع للطلاب لتعلم الطيران. متشردون في اليونان وفرنسا

في عامي 2012 و 2013، التحق بعض الطلاب الليبيين بأكاديمية القوة الجوية اليونانية التي تقع في القاعدة الجوية ديكيليا. اثنان منهم تخرجا في 23 يوليو 2015 بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتدريب على طائرة سيسنا T-41D ماسكالروس ، وطائرة بيشكرافت TA6. وقام أحدهما بأول رحلة له على T-41D في أبريل 2016. ومن غير الواضح أي القوتين الجويتين سينضم إليها هؤلاء المتدربون في نهاية المطاف، ولكن القوة الجوية للجيش الوطني الليبي هي الرهان الآمن.

الأمر نفسه ينطبق على المتدربين في فرنسا. في أبريل 2014، قام عدد من الطيارين الليبيين من ذوي الخبرة بطلعات تدريب على ميراج F.1B في مونت دي مارسان في فرنسا. وكان العديد من الطيارين الليبيين لم يحلقوا جوا منذ بدء الانتفاضة الليبية عام 2011. العقيد علي الرابطي، وهو أحد طيارين ليبيين انشقا إلى مالطا في فبراير 2011، قام بآخر رحلة له في فبراير 2012 عندما أعاد طائرة ميراج F.1ED إلى قاعدة معيتيقة الجوية قرب طرابلس.

وبعد عودتهما الى معتيقة في أعقاب رحلتهما التدريبية في فرنسا، رفض علي الرابطي وزميله، الطيران لحساب سلاح الجو التابع لفجر ليبيا وقصف مواطنين ليبيين آخرين. هذا السبب، وعجز فجر ليبيا عن دعم التدريب في الخارج، يساعدان على تفسير سبب سعي فجر ليبيا لتجنيد مرتزقة للتحليق بطائرة ميراج F1ED.

وبطبيعة الحال، قد يكون الدفع للمرتزقة صعبا أيضا. فموانىء النفط التي سيطرت عليها قوات الجيش الوطني الليبي، ووصول الطيارين المدربين حديثا، واستمرار، عوامل من شأنها أن تعزز موقف حفتر وتجعل من الصعب على المجتمع الدولي حرمانه من دوره في ليبيا المستقبل.