تمثل المغرب قبلة شركات تصوير الأفلام الأجنبية في المنطقة القارة الأفريقية، خاصة أن عائدات التصوير بلغت 60 مليون دولار في 2018، مقارنة مع 48 مليون دولار في العام الماضي 2017.
التسهيلات التي تقدمها المغرب لعمليات التصوير والإنتاج في المغرب تعد أحد أبرز الأسباب التي دفعت شركات الانتاج إلى التصوير فيها دون غيرها من دول المنطقة، حتي اكتسبت الكثير من المناطق شهرة عالمية، إثر تصوير بعض السلاسل العالمية والأفلام بالمغرب، حيث بلغ حجم الاستثمار في الفترة ما بين أول يناير/كانون الثاني، حتى 31 أغسطس/ آب 2019، بلغت 98 إنتاجا، باستثمار بلغت قيمته 667 مليون درهم. ما يقارب 73 مليون دولار.
من ناحيته قال صارم الحق الفاسي مدير المركز السينمائي المغربي، إن الدعم الحكومي للسينما يعود لنحو أربعين عاما إلا أنه تطور في السنوات الخمس الأخيرة، حيث أصبح يشمل الأفلام الروائية والوثائقية والوثائقي المختص بمجال التاريخي المختص بالصحراء.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، السبت، أن الغلاف المالي لدعم الإنتاج في المغرب يمثل نحو 7.5 مليون دولار سنويا، وأن الدعم الذي يقدمه المغرب يصل إلى 20 من الاستثمار (تخفيض الرسوم الجمركية)، فيما يصل الدعم الوطني إلى الثلثين من ميزانية الإنتاج.
وأوضح أن أول انتاج روائي أجنبي صور في المغرب كان عام 1919 منذ مائة عام من الآن، ما يؤكد أن المغرب لديه تجربة كبيرة في استقطاب الإنتاج الأجنبي على مدار السنوات الماضية حتى الآن، حسب قوله.
وأشار إلى أن الاستقرار السياسي في المغرب، والجغرافيا التي تتيح العديد من أماكن التصوير والاستديوهات تدفع العديد من شركات الإنتاج للتصوير في المغرب.
ويرى أن الدعم المقدم من المملكة للإنتاج الأجنبي عام 2018 ضاعف الإنتاج بنحو 47% مقارنة بعام 2017، وأن العام 2019 تضاعف الإنتاج الأجنبي بنسبة 50%عن 2018، حيث شهد العام الحالي تصوير موسم كامل من السلسلة الأمريكية "هوملاند"، على عكس الفترات السابقة التي كانت تصور بعض المشاهد أو الحلقات.
وشدد الفاسي على أن المغرب يدعم المهرجانات السينمائية منذ العام 2012 بشكل كبير، حيث يقيم المغرب نحو 80مهرجانا، على رأسها مهرجان "مراكش الدولي"، ومهرجان الرباط، والوطني للفيلم في طنجة، والعديد من الأفلام، يدعمها المركز السينمائي المغربي، خاصة أن الدعم المقدم لهذه المهرجانات يساهم إحياء الجمهور السينمائي مرة أخرى. وأكد أن الدعم المقدم للمهرجانات يتراوح من 2.5مليون دولار حتى 3 مليون دولار سنويا.
وفيما يتعلق بتفاصيل الدورة الجديدة من مهرجان مراكش الدولي، أوضح أن إستراليا هي ضيف الشرف، وأنه يجرى التحضير للشخصيات التي تكرم هذا العام.
وأضاف أن الدعم المقدم للقاعات السينمائية يبلغ نحو مليون دولار سنويا.
أشهر المدن المغربية تعد أشهر المدن المغربية هي مدينة "ورزازات"، وتعود قصة المدينة إلى عام 1962 حين اختار المخرج الإنجليزي، دايفيد لين، المدينة المغربية لتصوير فيلمه الشهير "لورنس العرب"، الذي شارك في بطولته الراحل عمر الشريف.
حققت مدينة ورزازات مجد الشهرة لتصبح قبلة أشهر المخرجين السينمائيين، الذين فضلوا المدينة فيما بعد لتصوير مشاهد وصلت لكل العالم.
أبرز الأفلام التي صورت 2018 ومن بين أبرز الأفلام الأجنبية التي جرى تصويرها في المغرب خلال العام 2018، فيلم Waiting for the Barbarians للممثل الشهير "جوني ديب" ونجم أفلام توايلايت "روبرت بارتسون"، وفيلم John Wick 3 الذي شارك فيه النجم العالمي بطل أفلام ماتريكس "كيانو ريفس" والنجمة الحائزة على الأوسكار "هالي بيري"، إلى جانب فيلم Men in Black International من بطولة كل من "كريس هيمسورث" و"تيسا طومبسون" وبطل سلسلة أفلام Taken "ليامن يسون" و"إيما طومبسون".
كما صور مسلسل Baghdad Central والذي يحكي قصة العاصمة العراقية بغداد في 2003 إبان الغزو الأمريكي، والسلسلة الأمريكية – الإيطالية المكونة من ثمانية أجزاء Zero Zero Zero، والسلسلة الفرنسية Spy للمخرج غيدون راف، وبطولة الممثل البريطاني ساشا بارون كوهن.