بعد تكرار حوادث غرق أعداد متزايدة من المهاجرين أثناء محاولاتهم عبور البحر المتوسط من ليبيا إلى ايطاليا، تحولت ليبيا إلى محور مرتبط بأكبر أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وأفردت هيئة الاذاعة البريطانية تقريرا لها بهذا الخصوص استهلته بالحديث عن عدم وجود أي حكومة فعالية في البلاد منذ العام 2011 وانتشار المئات من الجماعات المسلحة التي تبحث من جانبها عن النفوذ وعن وضع أياديهم على الأراضي والمقاطعات المختلفة.

وأضافت البي بي سي أن ذلك المناخ ساعد على زيادة رواج النشاط الخاص بالاتجار في البشر، خاصة وأن المهربين، الذين يعتقد أنهم على صلة وطيدة بالميليشات المنتشرة في ليبيا، يحققون مكاسب ضخمة من وراء تكديس المهاجرين في قوارب غير آمنة.

ومضت البي بي سي تقول إن هناك عدة عوامل أخرى جعلت من ليبيا نقطة انطلاق بالنسبة لهؤلاء المهاجرين الحالمين بحياة معيشية أفضل، منها العامل الجغرافي، حيث ترتبط ليبيا بحدودها البرية المسامية ببعض من أفقر وأخطر البلدان في العالم، كما أنها تحظى بساحل طويل على بعد بضع مئات من الأميال من الشواطئ الجنوبية لايطاليا.

بالإضافة إلى غياب سياسة الحزم التي كان يطبقها نظام العقيد الراحل معمر القذافي، حيث بدأت تقل القيود التي تفرضها الميليشيات التي تسير شؤون البلاد الآن، ولم يعد أمام أوروبا نتيجة لذلك أي سلطة مركزية في ليبيا يمكنها التعامل معها. وهو ما يعني أن زعزعة الاستقرار في ليبيا سهل المهمة أمام المهاجرين للخروج من افريقيا.

ولفتت البي بي سي كذلك إلى أن ليبيا نفسها كانت حتى وقت قريب مقصدا جاذبا للمهاجرين القادمين من افريقيا والشرق الأوسط، نظرا لما كانت تتمتع به من اقتصاد قوي نسبياً.

وختمت البي بي سي بالحديث عن الاجراءات التي يمكن القيام بها للحد من ظاهرة غرق المهاجرين في عرض البحر، ومنها نشر دوريات ساحلية أكثر يقظة، اقامة مراكز تعامل سريع في البحر وكذلك التوصل لحل سياسي للموقف المتأزم في الوقت الراهن في ليبيا.