لم يمضِ عقد كامل على ظهور الممثلة السينمائية الكينية- المكسيكية لوبيتا نيونغو حتى طبقت شهرتها الآفاق. مشوارها الفني توزع بين التمثيل والإخراج والكتابة والإنتاج.

على الرغم من اشتراكها كمساعدة منتج في ثلاثة أفلام وهي “البستاني المخلص” و”السَمي” و”حيث ترك الإله حذاءه”، وإخراجها لفيلمين هامين وهما “في جيناتي” و”الأشياء الصغيرة التي تقوم بها”، إلا أن شهرتها الحقيقية بدأت مع فيلم “12 سنة من العبودية” الذي فازت من خلاله بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية، حيث جسّدت فيه دور “باتسي” التي تجمع في اليوم الواحد 226 كيلوغراما من القطن في مزرعة إدوين إيبس “مايكل فاسنبدر”، فيُعجب بها ويشتهيها في الوقت ذاته فتغار زوجته ماري “سارة بولسون”، حينما تكتشف طبيعة العلاقة الجنسية بينهما.

فلا تفوّت فرصة لمعاقبتها وضربها بشكل مبرِّح، لكن رغبة إيبس بباتسي لا تتعدى النزوات الآنية والشهوات العابرة، وقد قام باغتصابها في أكثر من مرة حتى أنها طلبت من سولومون النجار أن يقتلها أو يساعدها على الانتحار في الأقل، لكن هذا الأخير رفض وتركها تواجه مصيرها لوحدها.

فهو منشغل هو الآخر بمحنته ومحاولاته الدائبة لاسترداد حريته المفقودة التي سوف يحصل عليها بعد اثنتي عشرة سنة من العبودية.

لا يستطيع أحد أن يشك في موهبة لوبيتا نيونغو، فهي تبدو ديناميكية ومتوهجة على الدوام. تحب الأدوار التي تسند إليها، وتتفاعل معها إلى درجة التماهي في الشخصية التي تجسدها. وربما نلمس هذا التماهي نفسه حينما تكون مخرجة.

سوف تتقاسم لوبيتا نيونغو دور البطولة مع النجم براد بيت في فيلهما الجديد “أميركانا” المأخوذ عن رواية تحمل الاسم ذاته للروائية النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي، التي حازت على جائزة رابطة النقاد الأميركيين المرموقة عام 2013، كما اختيرت كأفضل رواية من روايات عام 2013 من قبل “نيويورك تايمز” و”بي بي سي” و”نيوزداي”. وفي أول تصريح لنيونغو قالت :”إنه شرف أن أحوِّل رواية أديتشي الرائعة إلى فيلم سينمائي”. وكانت صادقة في ما ذهبت إليه لأن “أميركانا” هي واحدة من أقوى روايات تشماماندا وأكثرها إدهاشا.

كما أن أحداثها تقع في ثلاث قارات وهي أفريقيا وأوروبا وأميركا، حيث تتقد علاقة الحب إفيميلو وأوبينزي حينما كانا طالبين على مقاعد الدراسة في بلد يئن تحت وطأة الدكتاتورية. تقرر إفيميلو، الفتاة الجميلة، الواثقة من نفسها، أن تهاجر إلى أميركا لغرض الدراسة، بينما يفشل أوبينزي، الشاب الهادئ وعميق التفكير، في أن يلتحق بها بعد أحداث 11 سبتمبر.

لكنه يصبح رجلا ثريا بعد عدة سنوات من إقامته في لندن ويعود إلى بلده الحديث على الديمقراطية، لنكتشف أن إفيميلو قد عادت هي الأخرى بعد أن حققت سمعة طيبة في الكتابة. وحينما يحاولان إيقاد العلاقة العاطفية التي خبت بفعل تقادم السنوات يواجهان ظروفا في غاية التعقيد.

لقد صرحت نيونغو في معرض حديثها عن الرواية بأنها جذابة وفيها كثير من التشويق، لأنها تتحدث عن الحب والهجرة والعِرق وهي تعتقد بأن المتلقين يتفاعلون مع رواية عالمية مليئة بالفكاهة والأحاسيس العاطفية المرهفة.

يتوقع النقاد والمتابعون السينمائيون أن هذا الفيلم سوف يحقق نجاحات متعددة على أكثر من صعيد، خصوصا وأن نجمته الأولى لوبيتا نيونغو قد اختيرت مؤخرا من قبل مجلة “People” كأجمل امرأة في العالم لعام 2014.

 

*نقلا عن العرب اللندنية