كشف تقرير نشرته صحيفة الدايلي ميل البريطانية النقاب عن توصل الحكومة البريطانية لتسوية مع المعارض الليبي عبد الحكيم بلحاج الذي كان يطالبها بتعويض قدره مليون استرليني لقيامها بتسليمه لنظام القذافي لتعذيبه، حيث سيحصل على مبلغ رمزي قدره جنيه استرليني واحد مع اعتراف واعتذار رسمي له عما لحق به.

فيما تبين، وفق المعلومات التي أبرزتها الصحيفة بهذا الخصوص، أن محاميي الحكومة البريطانية أنفقوا حوالي 400 ألف استرليني من أموال دافعي الضرائب لمنع وصول القضية لساحات المحاكم.

وكان بلحاج، الذي تصف وسائل الاعلام الأجنبية بأنه مقاتل اسلامي معارض، قد سبق له أن أشار إلى أنه تعرض لعملية "تسليم استثنائي" لنظام العقيد الراحل معمر القذافي بناء على معلومات استخباراتية خاصة بجهاز إم آي 6 وأنه تعرض للتعذيب على يد الرجال التابعين لنظام القذافي في غضون ذلك بمساعدة جواسيس بريطانيين.

ونقلت الدايلي ميل عن محاميي الحكومة البريطانية قولهم إن نظر القضاء لتلك القضية بشكل كامل كان سيضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة. فيما أكد مناهضون على أن الحكومة البريطانية سعت بصورة جادة لاخفاء حقيقة تورطها في تلك القضية.

وقال دونالد كامبيل من مؤسسة Reprieve التي تمثل بلحاج :" بالتأكيد قضية تنطوي على أمور حساسة كالتسليم والتعذيب تستحق أن يتم النظر فيها من جانب القضاء. وقد عرض بلحاج وزوجته فاطمة بوشار أن يتنازلا عن الدعوى القضائية المرتبطة بهذا الموضوع في مقابل أن يتم الاعتراف بما جرى لهما وأن تتقدم لهما الحكومة باعتذار رسمي وأن يتحصلا على مبلغ رمزي قدره جنيه استرليني واحد. لكن الحكومة أنفقت مبالغ طائلة من أموال دافعي الضرائب لضمان عدم نظر القضاء للقضية على الاطلاق".