انتقدت تقارير صحافية أميركية تلك الخطة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة بشأن العمل على نشر وتحقيق السلام في ليبيا، على اعتبار أنها خطة تفتقد للفعالية والأهداف، بالاتساق مع تزايد عدد التنظيمات والجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها بمختلف أنحاء البلاد.

وأشار تقرير نشره بهذا الخصوص موقع "سكرول" المعني بتغطية الأخبار والشؤون السياسية، إلى أن ليبيا، التي تحولت لدولة عنف دائم بعد مرور 4 سنوات على بدء الانتفاضة التي أدت في الأخير للاطاحة بنظام القذافي، تنجرف بخطوات سريعة صوب الحرب الأهلية الشاملة وافتقاد المقومات التي تجعلها منها دولة قائمة.

وبينما أعلن برناردينو ليون، رئيس بعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا، عن خطة السلام المقترحة لتكوين حكومة وحدة، رأى الموقع أنه سيكون من الصعب الوصول لصيغة اتفاق بشأن تلك الخطة نظرا لاختلاف الرؤى والأفكار الأيديولوجية من جانب الجماعات المسلحة المنتشرة في كافة أنحاء ليبيا وتتناحر فيما بينها باستمرار.

وأضاف الموقع أن الاتفاق السياسي في تلك الخطة يقلل مدى العلاقة التي تربط بين قطاع الأمن الليبي سيء التجهيزات وبين التحديات التي تشكلها الجماعات المسلحة.

وتابع الموقع الأميركي حديثه بالقول إنه وبالرغم من بعض الأحكام التي وردت بخطة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ونزع السلاح وانشاء قوة مسلحة موحدة، إلا أنه سيتعين على الأمم المتحدة أن تقوم بذلك باستخدام جيش وطني يتسم في واقع الأمر بحالة من الوهن.

ولم يغفل الموقع أن يشير إلى حقيقة أن بداية اضعاف الجيش الوطني الليبي جاءت عقب وصول القذافي إلى السلطة عام 1969، حيث أصدر أوامر تقضي بمنع تدرب القوات المسلحة على استخدام الذخيرة الحية أو اجراء أي تدريبات عسكرية منظمة.

وأعقب الموقع بلفته في الأخير إلى أن الخطط التي وضعها المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لدمج مقاتلين سابقين بقوات الجيش والشرطة تمضي قدماً إلى الأمام، لكن بصورة بطيئة للغاية، وهو ما يعني أن الجيش يمتلئ في الأساس بتشكيلة من الوحدات التي سبق لها الانشقاق عن قوات القذافي في الشرق، وهو ما يعرف بجيش التحرير الوطني. ولهذا ينظر إلى الجيش على أنه مجرد لواء في شرق البلاد وليس قوة وطنية ذات مصداقية.